يوسف طرزا
تعيش مدينة بنسركاو على وقع تدهور مقلق في مختلف المرافق والخدمات العمومية، وسط استياء عارم في صفوف الساكنة التي ترى أن المجلس الجماعي الحالي فشل في ترجمة وعوده الانتخابية على أرض الواقع، تاركاً المدينة تواجه مصيرها في ظل مظاهر إهمال صارخة تمس الحياة اليومية للمواطنين.
من يتجول في أحياء بنسركاو اليوم يلمس بوضوح تراجع النظافة بشكل غير مسبوق، حيث تحولت الأزقة والشوارع إلى نقط سوداء تتراكم فيها الأزبال والنفايات، في مشهد يعكس غياب الإرادة الحقيقية لتصحيح الوضع.
البنية التحتية بدورها لم تسلم من التهميش، فالحفر والمطبات تنتشر في الطرقات، والإنارة العمومية تعرف انقطاعات متكررة دون تدخل فعّال من المصالح الجماعية، مما يزيد من معاناة الساكنة ويهدد سلامتهم، خاصة في الأحياء الهامشية التي تعيش في ظلام دامس بعد غروب الشمس.
الأسواق والأماكن العمومية تعرف بدورها فوضى غير مسبوقة، واحتلالاً عشوائياً للملك العمومي من طرف الباعة، وسط صمت غريب من المجلس الجماعي، وكأن الأمر لا يعنيه.
أما الجمعيات المحلية والفاعلون المدنيون، فيشتكون من التهميش والإقصاء من أي مبادرات تشاورية، رغم كونهم شركاء أساسيين في التنمية المحلية.
لا يمكن الحديث عن هذا الواقع المزري دون الإشارة إلى الدور المتقاعس للمنتخبين الذين كان من المفترض أن يكونوا صوت الساكنة والمدافعين عن مصالحها داخل المجلس. غير أن الواقع يكشف عكس ذلك، حيث غابت الجلسات التقييمية والزيارات الميدانية، وتراجعت روح المبادرة والمساءلة، ليحل محلها الصراع حول المصالح الضيقة والحسابات السياسية.
عدد من المنتخبين اكتفوا بالظهور الموسمي في المناسبات الرسمية، فيما تغيب عنهم المتابعة اليومية لشؤون المواطنين، وكأن دورهم ينتهي عند الحملة الانتخابية. هذا الغياب الميداني جعل قرارات الجماعة تفتقد للواقعية، وتُتخذ بمعزل عن احتياجات الساكنة الحقيقية.
كل هذه المظاهر تعكس واقعاً مؤلماً لمدينة كانت إلى وقت قريب تزخر بالحيوية والنشاط، لكنها اليوم تجد نفسها غارقة في الفوضى والتهميش. وبين وعود انتخابية تبخرت وواقع متدهور يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، يبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر هذا الإهمال؟ ومن سيعيد لبنسركاو بريقها المفقود؟