مشاهد بريس
تفاجأت ساكنة أيت ملول، ومعها فعاليات مدنية وبيئية، بإقدام مصالح جماعة أيت ملول على قطع شجرة أركان داخل منتزه تمرسيط أزرو، في سلوك يطرح أكثر من علامة استفهام حول احترام القوانين البيئية وحماية الموروث الطبيعي الوطني.

شجرة الأركان ليست شجرة عادية، بل تُعد تراثًا بيئيًا وإنسانيًا محميًا بموجب القوانين الوطنية، كما أنها مصنفة من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث اللامادي للإنسانية. وعليه، فإن أي مساس بها يستوجب مساطر قانونية دقيقة، وترخيصًا واضحًا، وتعليلًا تقنيًا وبيئيًا معلنًا للرأي العام، وهو ما لم يتم توضيحه إلى حدود الساعة.

إن ما وقع داخل منتزه عمومي يُفترض فيه أن يكون فضاءً لحماية الطبيعة وليس الاعتداء عليها، يرقى إلى جريمة بيئية تستوجب المساءلة، خاصة في ظل غياب أي تواصل رسمي من الجماعة يبرر هذا الفعل أو يوضح خلفياته التقنية والقانونية.

وعليه، فإن هذا التصرف يفرض:
فتح تحقيق عاجل في ظروف وملابسات قطع شجرة الأركان.
الكشف عن الجهة التي أصدرت القرار وتحمل المسؤولية القانونية.
توضيح ما إذا تم احترام القوانين المنظمة لحماية شجرة الأركان.
تحميل المسؤولية لكل من ثبت تورطه في هذا الاعتداء البيئي.
إن حماية البيئة ليست شعارًا موسميًا ولا مادة للاستهلاك الإعلامي، بل التزام قانوني وأخلاقي، وأي تساهل في هذا الباب يُعد استخفافًا بحقوق الأجيال القادمة وضربًا صريحًا لسياسة التنمية المستدامة.
البيئة خط أحمر… وشجرة الأركان ليست حطبًا.

