مشاهد بريس /مكتب القصر الكبير
شهد درب عدة، بعد زوال يوم الثلاثاء 23 دجنبر الجاري، حادثة خطيرة تمثلت في انهيار جزء من منزل مصنف ضمن البنايات الآيلة للسقوط، ما خلّف حالة من الفزع والذعر في صفوف الساكنة والمقيمين بالمنازل المجاورة، خاصة بالنظر إلى طبيعة الدرب الضيقة وكثافة العمران به.
وحسب مصادر لجريدة مشاهد بريس، فإن المنزل المنهار غير آهل بالسكان، الأمر الذي حال دون تسجيل خسائر في الأرواح، غير أن وضعه المتدهور ظل يشكل خطرا حقيقيا يهدد سلامة المارة وجيران الحي، ويعكس حجم الإشكال المرتبط بالبنايات المتهالكة التي تعاني منها عدد من أحياء المدينة.
ويزداد القلق بفعل كون هذا المنزل لا يمثل حالة معزولة، إذ تنتشر بدرب عدة ومحيطه عدة بنايات أخرى مصنفة ضمن المنازل الآيلة للسقوط، ما ينذر بإمكانية وقوع حوادث مماثلة أو أكثر خطورة في أي لحظة، خصوصا في ظل استمرار التساقطات المطرية وسوء الأحوال الجوية، التي تسرّع من تآكل الأساسات وتشبع الجدران بالمياه، مما يضاعف من احتمالات الانهيار.
وعلى إثر هذا الحادث، انتقلت السلطات المحلية مرفوقة بعناصر الأمن الوطني والوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تم تطويق محيط المنزل المنهار وتأمين الدرب بشكل كامل، مع منع اقتراب المواطنين من البناية المهددة بالانهيار، حفاظا على سلامة الساكنة والمارة، في انتظار استكمال المعاينات التقنية واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويعيد هذا الحادث الخطير إلى الواجهة ملف المنازل الآيلة للسقوط، باعتباره من الملفات الاستعجالية التي تستدعي معالجة شاملة وجذرية، تتجاوز التدخلات الظرفية وردود الفعل المؤقتة، وذلك من خلال إحصاء دقيق ومحيّن للبنايات المهددة، واتخاذ قرارات حاسمة بشأن هدم ما يشكل خطرا وشيكا، مع توفير بدائل سكنية لائقة للأسر المتضررة.
فسلامة المواطنين تظل مسؤولية جماعية وأولوية قصوى لا تحتمل التأجيل، خاصة في الأحياء العتيقة والهشة عمرانيا، تفاديا لوقوع كوارث إنسانية لا تُحمد عقباها، قد يكون ثمنها أرواحا بريئة نتيجة الإهمال أو التأخير في التدخل.
