مشاهد بريس
تواصل مدينة أكادير ترسيخ موقعها كحاضنة للتظاهرات الرياضية الكبرى، في احترام تام للمعايير التنظيمية والأمنية المعتمدة قارياً ودولياً. وفي هذا الإطار، أصدرت اللجنة المحلية لتنظيم “كان 2025” بلاغاً موجهاً إلى الرأي العام الرياضي، يحمل رسائل واضحة تعكس حسّاً عالياً بالمسؤولية وحرصاً صادقاً على إنجاح هذا الحدث القاري البارز.
البلاغ، الذي جاء بلغة هادئة ومتزنة، عبّر عن فخر المدينة وساكنتها باستضافة تظاهرة كروية من حجم كأس إفريقيا للأمم، مذكّراً بأن أكادير تعيش لحظة استثنائية تضعها في صلب اهتمام المتابعين داخل القارة الإفريقية وخارجها. كما شدّد على أن التنظيم داخل ملعب أدرار يخضع لمعايير تقنية وأمنية دقيقة تفرضها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ولا مجال فيها لأي ارتجال أو تجاوز.
ومن بين النقاط الجوهرية التي أكد عليها البلاغ، مسألة الولوج إلى المدرجات، حيث أوضحت اللجنة أن الطاقة الاستيعابية للملعب محددة سلفاً، وأن الدخول يظل مشروطاً حصرياً بالتوفر على تذكرة قانونية وصالحة. وهو إجراء لا يندرج في خانة التضييق، بقدر ما يعكس حرصاً على سلامة الجماهير وضمان مرور المباريات في أجواء آمنة ومنظمة، تليق بصورة المدينة والمملكة.
البلاغ لم يغفل البعد الجماهيري، إذ أبدى تفهماً كاملاً لشغف الجماهير المغربية وحبها الكبير لكرة القدم، داعياً في الآن ذاته إلى التحلي بروح المسؤولية والانضباط واحترام القواعد التنظيمية. فنجاح مثل هذه التظاهرات لا يقاس فقط بجودة البنية التحتية أو قوة التنظيم، بل أيضاً بسلوك الجمهور ووعيه بدوره كشريك أساسي في إنجاح الحدث.
كما حمل البلاغ بعداً استراتيجياً أعمق، من خلال ربط السلوك الجماهيري بصورة المغرب التنظيمية أمام الهيئات الكروية الدولية، خاصة في ظل استعداد المملكة لاحتضان كأس العالم 2030. وهو ما يجعل من كل مباراة وكل تصرف داخل الملاعب رسالة حضارية تعكس وعي المجتمع المغربي وقدرته على إنجاح أكبر الاستحقاقات الرياضية.
وفي المحصلة، يعكس بلاغ اللجنة المحلية لتنظيم “كان 2025” بأكادير رؤية واضحة ومسؤولة، تقوم على التنظيم الصارم، والاحترام المتبادل، والانخراط الجماعي. وهي دعوة صريحة إلى تحويل المدرجات من فضاءات للاكتظاظ والفوضى المحتملة إلى فضاءات للفرجة الراقية والتشجيع الحضاري، بما يضمن نجاح كأس إفريقيا للأمم، ويعزز إشعاع أكادير والمغرب قارياً ودولياً.
