أيت ملول مشاريع تنجز و اخرى تحتضر؟

2025-08-22T18:13:44+00:00
2025-08-22T18:13:46+00:00
مجتمع
Bouasriya Abdallahمنذ 16 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 16 ثانية
أيت ملول مشاريع تنجز و اخرى تحتضر؟

ابراهيم العيرج


تعرف مدينة أيت ملول، على غرار العديد من المدن المغربية، حركية تنموية لافتة، تتجلى في إطلاق العديد من المشاريع التي تهدف إلى تحسين جودة عيش المواطنين.

وبينما تُستثمر الميزانيات في مشاريع كبرى، تظل العديد من فضاءات القرب، التي تُعتبر المتنفس الوحيد للشباب والأطفال، في حالة من الإهمال والتردي، وكأنها خارج حسابات المسؤولين.


إن زيارة سريعة لهذه الفضاءات تكشف واقعًا مؤلمًا؛ فالملاعب المتدهورة، التي تآكلت أرضياتها وأصبحت معداتها متهالكة، لم تعد قادرة على استيعاب طاقات الشباب وتوجيهها نحو المسار الصحيح. لقد باتت هذه الفضاءات تشكل خطرًا على سلامة مرتاديها أكثر من كونها مساحة للتفريغ الإيجابي للطاقات.

يعاني الأطفال والشباب في أيت ملول من نقص حاد في أبسط متطلبات اللعب، وهو ما يجعلهم يبحثون عن بدائل قد لا تكون دائمًا إيجابية.


هذا التناقض الصارخ بين المشاريع التنموية الكبرى وواقع فضاءات القرب المتردي يثير تساؤلات جدية حول أولويات الجماعة الحضرية لأيت ملول. فإذا كانت المصلحة العامة للمواطن هي المبتغى، فإن إعادة تأهيل هذه الفضاءات يجب أن تكون على رأس قائمة الأولويات. إن الاهتمام بفضاءات القرب ليس مجرد عمل تكميلي، بل هو استثمار في الرأسمال البشري للمدينة، وحماية للشباب من كل أشكال الانحراف.


وفي ظل الحديث عن إرث الخصوم السياسيين السابقين، يجب أن تضع الجماعة الحضرية مصلحة المواطن فوق أي اعتبارات أخرى.

فالمواطن، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، يستحق أن يتمتع ببيئة صحية وآمنة لممارسة هواياته وتطوير مهاراته.

إن إعادة تأهيل هذه الفضاءات المتهالكة ليس مجرد ترميم، بل هو تصحيح لخلل يُظهر مدى الفصل بين الأولويات المعلنة والواقع المعيشي لأبناء المدينة.


إن المطلوب اليوم من الجماعة الحضرية لأيت ملول هو العمل على إخراج هذه الفضاءات من دائرة الإهمال، على سبيل المثال لا الحصر ملاعب القرب بياسمينة ووضع خطة شاملة لإصلاحها وتجهيزها بالمعدات اللازمة.

فمستقبل شباب أيت ملول مرتبط بشكل مباشر بالفرص المتاحة لهم لتفريغ طاقاتهم بشكل سليم.


فهل ستستجيب الجماعة الحضرية لهذا النداء وتضع مصلحة أبناء المدينة فوق كل اعتبار؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.