يوسف طرزا
تعيش مدينة الدشيرة على وقع معاناة يومية بسبب غياب أبسط مقومات البنية التحتية المرتبطة بالسلامة الطرقية، حيث تتحول شوارعها إلى فضاءات محفوفة بالمخاطر بالنسبة للراجلين والسائقين على حد سواء.
أول ما يثير الانتباه هو غياب ممرات الراجلين في عدد كبير من الشوارع الرئيسية والفرعية، وهو ما يعرض المواطنين، خصوصًا الأطفال والمسنين، لخطر دائم عند عبور الطريق. ممر الراجلين الذي يعد عنصرًا أساسيا في أي تصميم حضري، ظل في الدشيرة مجرد تفصيل ثانوي مغيّب عن أجندة المسؤولين.
إلى جانب ذلك، تفتقر الأرصفة إلى صباغة واضحة تساعد على تنظيم السير وإعطاء صورة حضرية لائقة. ففي الوقت الذي تراهن فيه مدن أخرى على جمالية الفضاءات العمومية كواجهة تنموية، ما زالت الدشيرة تعاني من أرصفة باهتة وأخرى مهملة تفتقر حتى إلى الصيانة الدورية.
هذه المظاهر تكشف عن ضعف الاهتمام بالبنية التحتية، وتؤشر على غياب رؤية واضحة لتأهيل الفضاء العمومي بما يضمن شروط السلامة والجمالية في آن واحد. وإذا كان الحديث عن التنمية الحضرية يرتكز على مشاريع كبرى، فإن أول خطوة لبناء مدينة آمنة وعصرية تبدأ من احترام تفاصيل صغيرة مثل ممرات الراجلين وصباغة الأرصفة.
إن ساكنة الدشيرة اليوم تنتظر من المجلس الجماعي تدارك هذا الخصاص، عبر إطلاق حملات إصلاح وصيانة تُعيد للشوارع حدًّا أدنى من النظام والسلامة، وتُظهر أن الفضاء العمومي حق للجميع وليس مجالًا للإهمال الدائم.