مشاهد بريس
حين أُنشئ السوق النموذجي بآيت ملول، قُدم للرأي العام على أنه الحل المثالي لتنظيم الفوضى التجارية وتوفير فضاء يحترم شروط السلامة والكرامة لكل من التاجر والزبون.
غير أن الواقع اليوم يقول شيئًا آخر تمامًا:غياب الصيانة الدورية جعل المرافق الأساسية عرضة للتلف، أما التجهيزات التي كان يُفترض أن تكون خط الدفاع الأول عن سلامة المستفيدين، مثل فوهات إطفاء الحريق، فقد طالها التخريب أو التلاشي دون أن يكلف المجلس نفسه عناء الإصلاح أو التعويض.
ما يقع داخل السوق ليس مجرد تقصير عابر، بل هو تواطؤ بالصمت. المرافق تُخرب، المعدات تُفقد، والسلطات المنتخبة تبدو وكأنها غير معنية بما يجري.
وكأن حياة التجار والمرتفقين مجرد تفصيل يمكن تجاوزه في سبيل أهداف أخرى.
المجلس الجماعي لا يتذكر السوق إلا حين يتعلق الأمر بفرض مبالغ مالية على المستفيدين. في الوقت الذي يطالب فيه التجار بأبسط شروط الكرامة المهنية، يصر المجلس على التعامل معهم كخزّان ضرائب وجبايات.
لا إصلاح، لا صيانة، فقط إتاوات متواصلة تُثقل كاهل الفئة التي كان يفترض أن تستفيد من المشروع.
السوق النموذجي بآيت ملول لم يعد نموذجيًا إلا بالاسم. إنه نموذج للإهمال، للاستهتار بحياة الناس، وللاستغلال المالي الفجّ. وإذا كان المجلس الجماعي يرى في السوق مجرد بقرة حلوب، فإن المواطنين والتجار يرونه اليوم عنوانًا للفشل التنموي وسوء التدبير.