مشاهد بريس
بمناسبة أمطار الخير والتساقطات الثلجية التي تشهدها بلادنا عمومًا، وبالأخص أقاليم درعة-تافيلالت، يطفو إلى السطح من جديد سؤال جوهري طالما أُجِّل: لماذا تُفرض على ساكنة العالم القروي نفس مساطر وتكاليف البناء المعمول بها في المجال الحضري؟
فالمجال الحضري يستفيد من بنية تحتية متكاملة ومرافق أساسية من مستشفيات وأسواق ومؤسسات تعليمية وطرق معبدة، في حين يُجبر سكان القرى على قطع مسافات طويلة، عبر طرق جبلية ووعرة، معبدة أحيانًا وغير معبدة في كثير من الأحيان، لقضاء أبسط حاجياتهم. هذه الطرق نفسها تصبح مقطوعة ومعزولة تمامًا في مثل هذه الظروف المناخية القاسية.
ومع كل تساقط غزير للأمطار أو الثلوج، تعيش فئات واسعة من ساكنة القرى حالة من الخوف والقلق داخل منازل طينية هشة لا تقوى على مقاومة هذه التقلبات، مهدِّدةً أرواحهم وممتلكاتهم.
أمام هذا الواقع، يصبح من الضروري اعتماد منطق التمييز الإيجابي، عبر تبسيط مساطر منح رخص البناء في العالم القروي، وتخفيض تكاليف إنجازها، بما يراعي خصوصية هذه المناطق، ويضمن للساكنة حقها في السكن الآمن والعيش الكريم، بدل إخضاعها لنفس الشروط المفروضة على المجال الحضري

