مشاهد بريس
ترأس السيد إسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان أيت ملول، يوم الثلاثاء فاتح يوليوز 2025، اجتماع اللجنة التقنية المحلية الذي خصص لعرض الدراسة المتعلقة بتصميم التهيئة الجماعي للجماعة الترابية التمسية. وقد حضر هذا الاجتماع الذي يعكس اهتمام السلطات المحلية بالتهيئة العمرانية المستدامة، كل من السيد رئيس مجلس عمالة إنزكان أيت ملول، والسيدة مديرة الوكالة الحضرية لأكادير الكبير، والسيدة ممثلة المديرية الجهوية للإسكان وسياسة المدينة، والسيد ممثل المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني بأكادير، إلى جانب السيد رئيس الجماعة الترابية التمسية، ورئيس قسم التعمير بالعمالة، والسادة رؤساء المصالح الخارجية والأمنية ذات الصلة.
.
افتتح السيد العامل الاجتماع بكلمة توجيهية أكد من خلالها أن هذا اللقاء يندرج ضمن أشغال اللجنة التقنية المحلية المكلفة بدراسة مشروع تصميم التهيئة الجماعي للتمسية، وذلك طبقا لمقتضيات المادة 20 من المرسوم التطبيقي للقانون 12-90 المتعلق بالتعمير، وكذا المنشور الوزاري رقم 005 الصادر بتاريخ 17 يناير 1994 المتعلق بتصميم التهيئة. وذكر أن تصميم التهيئة الجماعي هو وثيقة تعميرية وتوجيهية ذات أهمية قصوى، تهدف إلى تهيئة جماعة التمسية بما يتناسب مع حاجيات الساكنة من مرافق عمومية وفضاءات ترفيهية، دون إغفال معالجة الطلبات المتعلقة بقطاع التعمير والبناء.
وأكد السيد العامل أن أهمية هذه الوثيقة تكمن في مدى تفعيل مقتضياتها بعد المصادقة عليها، وذلك في إطار التنسيق بين المصالح المختصة، وعلى رأسها مصالح جماعة التمسية التي ينتظر منها تحديد الأولويات على مدى عشر سنوات، مع الحرص على إنجاز البرامج المحددة بهذا التصميم من طرف كافة المتدخلين، كل في مجال اختصاصه. وأضاف أن هذه الوثيقة ملزمة للغير، سواء للخواص أو للدولة، وتعتبر الأداة المرجعية الضرورية التي يستند إليها في دراسة طلبات رخص إحداث التجزئات، ورخص البناء، ورخص التقسيم، بالإضافة إلى البرمجة السنوية المتعلقة بالعمليات الخاصة بالتجهيزات المزمع إنجازها، بما في ذلك اقتناء الأراضي وتجهيزها بالشبكات المختلفة، وإحداث الطرقات، وبناء المرافق الجماعية.
وأشار السيد العامل إلى أنه بعد استكمال كافة المراحل المتبقية من هذه الدراسة والمصادقة على التصميم، سيكون تراب عمالة إنزكان أيت ملول مغطى بشكل كامل بوثائق التعمير، معتبراً أن ذلك يمثل محطة مهمة في مسار التنمية العمرانية للعمالة. وفي هذا السياق، توجه السيد العامل بجزيل الشكر لكافة المتدخلين والفرقاء على المجهودات التي بذلوها للوصول إلى هذه النتيجة، وعلى رأسهم أطر وتقني الوكالة الحضرية لأكادير، داعياً مصالح الوكالة الحضرية، وبتنسيق مع كافة المصالح المعنية، إلى الإسراع بإخراج هذه الوثيقة إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن، مع الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات ذات الجدوى التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع.
ودعا السيد العامل الجميع إلى مضاعفة الجهود والعمل الجماعي لإنجاح هذا المشروع الذي يشكل رافعة أساسية لتنمية مستدامة وشاملة، تعود بالنفع على مختلف فئات المجتمع المحلي، وتحقق تنمية حضرية منظمة ومنسجمة مع الرؤية التنموية للجهة والبلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده.
وقد تخللت أشغال الاجتماع تقديم عرض تقني مستفيض من قبل مصالح الوكالة الحضرية لأكادير الكبير، استعرض من خلاله ممثلو الوكالة أهم التطورات التي شملت تصميم التهيئة الجماعي للتمسية. حيث تم تسليط الضوء على مجموعة من المعطيات التقنية الدقيقة التي توضح مدى ملاءمة التصميم للتحديات العمرانية والاقتصادية المستقبلية للجماعة.
في هذا السياق، تم التأكيد على أن مساحة الجماعة الترابية للتمسية تبلغ حوالي 62 كيلومتر مربع، مع تعداد سكاني يقدر بحوالي 663 52 نسمة وفق أحدث الإحصائيات للمندوبية السامية للتخطيط، مع توقع نمو سكاني يصل إلى 278 62 نسمة بحلول سنة 2040، ما يبرز ضرورة التخطيط الدقيق لمختلف القطاعات العمرانية والخدماتية. كما شمل العرض محور تجهيز الشبكات الأساسية من مياه صالحة للشرب والصرف الصحي، وتطوير الطرقات الحيوية التي تربط الأحياء بالمراكز الاقتصادية، إلى جانب تخصيص فضاءات خضراء وحدائق عامة لتعزيز جودة الحياة وتحسين البيئة الحضرية وتصحيح الاختلالات التي تعرفها عدة مناطق بنفوذ هاته الجماعة وعلى راسها حي أخريان الذي يتواجد بالمدخل الدولي لجهة سوس ماسة وعلى بعد أمتار من مطار المسيرة .
و يحتل فضاء جماعة التمسية مكانة مهمة داخل منظومة أكادير الكبير حيث سيمكن مخطط التهيئة من تأهيل مركز التمسية وأزرو بايت ملول كوحدة حضرية متجانسة مع تعزيز ربط التمسية بمكونات أكادير الكبير (محاور شمال جنوب و شرق غرب) خاصة مع الدراركة ، كما سيمكن من حصر الأنوية القائمة وتأطير التوسع
العمراني المستقبلي علاوة على تأهيل الجماعة وبرمجة تجهيزات مهيكلة
و مرافق عمومية تخدم القطاعات الصحية والتعليمية والثقافية و الأمنية.
و في خضم هذا العرض التقني، فتح السيد العامل باب النقاش بين أعضاء اللجنة التقنية والمشاركين الأساسيين في الورش، حيث تناول النقاش عدداً من الملاحظات والتوصيات التي ركزت على ضرورة ضمان تكامل تصميم التهيئة الجماعي مع باقي وثائق التعمير المعتمدة، والحرص على تطبيق معايير الاستدامة البيئية، وإدماج احتياجات الساكنة ضمن السياسات التعميرية.
كما أكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين المصالح المختصة لضمان تنفيذ المشاريع دون عراقيل، مع ضرورة متابعة دورية ومستمرة لمراحل الإنجاز، وتقييم أداء البرامج وتحديثها حسب المستجدات والاحتياجات.
وفي الختام، عبّر السيد العامل عن اعتزازه بهذا الورش التنموي الهام الذي يعكس الإرادة القوية لجميع الفاعلين المحليين في دعم مسار التهيئة العمرانية وتوفير فضاء حضري متكامل يتناغم مع تطلعات الساكنة ويواكب متطلبات التنمية المستدامة.
