مشاهد بريس
كان من المفترض أن يشكّل حضور رئيس جماعة الدشيرة الجهادية، في حلقة ” الحصيلة لايف “لحظة تواصل ومصارحة مع الساكنة، وفرصة لتقديم الأجوبة حول ما تحقق وما تعثر خلال سنوات من التسيير. غير أن الغياب غير المبرر، تحت ذريعة «ظروف خاصة»، حوّل الموعد من نقاش عمومي منتظر إلى علامة استفهام كبيرة.
ففي زمن ربط المسؤولية بالمحاسبة، لا يُفهم أن يتهرّب مسؤول منتخب من مواجهة الإعلام والرأي العام، خاصة حين تتراكم الإخفاقات وتتزايد شكاوى المواطنين بشأن ضعف البنية التحتية، تعثر المشاريع، غياب الرؤية، وتراجع جودة الخدمات الأساسية. إن الغياب هنا لا يمكن فصله عن واقع تدبيري مرتبك، ولا عن حصيلة يصعب الدفاع عنها بالأرقام والوقائع.
الرئيس الذي يقود جماعة تعيش على وقع الاحتجاج الصامت، وانتقادات الفاعلين الجمعويين، وتساؤلات الساكنة حول مصير مشاريع معلنة ولم ترَ النور، كان الأجدر به أن يحضر ويواجه الأسئلة مهما كانت محرجة، بدل الانسحاب في آخر لحظة. فالهروب من النقاش لا يُقنع، والصمت لا يبرّئ، بل يزيد من فقدان الثقة.
إن المسؤول الحقيقي لا يختبئ خلف الأعذار، ولا يختار المنابر التي تُمجّده ويتفادى تلك التي تسائله. ومن حق ساكنة الدشيرة الجهادية أن تتساءل اليوم:
إذا كان رئيس الجماعة عاجزاً عن الدفاع عن حصيلته أمام الكاميرا، فكيف له أن يدافع عن مصالح المدينة داخل دواليب القرار؟
غياب الرئيس عن «الحصيلة لايف» ليس تفصيلاً عابراً، بل رسالة سلبية تُضاف إلى سجل تدبير يطبعه الغموض والتردد. ويبقى السؤال قائماً: متى يواجه رئيس الجماعة المواطنين بالحقيقة كاملة، بدل الاكتفاء بالصمت والتأجيل؟
