شعيب خميس/مشاهد بريس
في مدينة سطات، التي عُرفت على الدوام بحسن الضيافة واحتضان الغرباء، ظهرت مؤخراً حالة تستحق التوقف عندها، بطلها رجل غريب يدّعي الانتماء إلى شرفاء الصحراء، دخل المدينة قبل أشهر في ظروف بسيطة، لا يحمل سوى “كارتونة” وبعض الأمتعة، يبحث عن غرفة للكراء الشهري.
هذا الرجل، الذي استقبلته المدينة بصدر رحب، لم يلبث أن بدأ ينسج لنفسه صورة غير حقيقية. استأجر محلاً في حي الملاح وادعى فيما بعد وكأنه ملكٌ خاص له، متوقفاً عن أداء واجبات الكراء لمالكيه الأصليين، في تعدٍّ صريح على حقوق الغير وسلوك بعيد عن الأخلاق والمروءة التي يُفترض أنها من شيم “الشرفاء”.
الأغرب من ذلك، أن هذا الشخص لم يكتفِ باستغلال الكرم الذي أحاطه به أبناء المدينة، بل تحوّل إلى ناشط فايسبوكي، ينشر عبر صفحاته تدوينات مسيئة، مليئة بالشكايات الكيدية في حق أبناء المدينة وبعض رموزها ووجهائها، دون أدلة أو وقائع ملموسة، وكأنه يسعى لإثارة الفتنة أو جلب الانتباه بخطاب زائف وادعاءات فارغة.
لقد نسي هذا الشخص أن مدينة سطات، وإن كانت مضيافة، فهي أيضاً مدينة الرجال، وأبناؤها لا يسمحون بأن يُمس شرفهم أو يُطعن في نبلهم تحت غطاء النضال الزائف أو الصحافة المُفبركة. كما نسي — أو تناسى — أول يوم دخل فيه هذه الأرض الطيبة، ضعيفاً يطرق أبواب الرحمة بحثاً عن سقف يقيه برد الليل.
في النهاية، تبقى الحقيقة ناصعة: سطات مدينة شامخة بتاريخها، برجالها، وبكرمها، لكنها لا تقبل أن تتحوّل طيبتها إلى سلعة في يد من لا يعرف قيمة الضيافة، ولا يحترم أصول العيش المشترك.