مشاهد بريس
في ظل ما تعيشه مدينة شيشاوة من تهميش ممنهج وإقصاء تنموي صارخ، وأمام صمت مطبق من طرف المسؤولين والمنتخبين، تتفاقم معاناة ساكنة المدينة يوماً بعد يوم، في غياب أبسط شروط العيش الكريم.
اختلالات خطيرة تضرب كل القطاعات الحيوية:
أولاً: البنية التحتية المهترئة
• طرق وأزقة الحي الحسني تعاني من الإهمال والحفر والردم، تُهدد المارة وتُشوّه صورة المدينة.
• أحياء بأكملها، مثل بنحمادة، زاوية بلقدم، والسراغنة، تفتقر كليًا لشبكة الواد الحار، في مشهد غير مقبول سنة 2025.
• الأزبال متراكمة في وسط المدينة، دون استراتيجية واضحة للتدبير أو التحسين.
ثانيًا: الوضع الصحي الكارثي
• المستشفى الإقليمي محمد السادس أصبح إسماً بلا معنى، حيث تعمل بعض الأطر الطبية خارج المؤسسة العمومية داخل مصحات وعيادات خاصة، بتواطؤ مكشوف أو تساهل مريب.
• نقل النساء الحوامل في حالة ولادة إلى مدينة مراكش أصبح مألوفًا، نتيجة غياب التجهيزات والكوادر الطبية، وهو ما يُعرض حياة النساء وأجنّتهن للخطر.
• كل هذا يتم بعلم السلطات الإقليمية، دون أي تدخل لحماية الحق في العلاج الذي يكفله الدستور.
ثالثاً: غياب البدائل الاجتماعية والاقتصادية
• لا معامل، لا وحدات إنتاجية، ولا فرص شغل لشباب المدينة.
• ملاعب القرب تحوّلت إلى وسيلة تجارية لابتزاز الشباب بدل دعمهم.
• النواة الجامعية تبخرت، وذهبت معها أحلام آلاف التلاميذ.
• تنامي عدد المتشردين والمهاجرين الأفارقة الذين يتم تفريغهم داخل المدينة، دون مرافقة أو حماية اجتماعية أو أمنية.
رابعًا: ميزانية الجماعة في خبر كان
• رغم الميزانيات السنوية الضخمة، لا أثر لها على الأرض سوى في سيارات فاخرة وصفقات غامضة.
• المدينة غارقة في العشوائية والفوضى، في وقت يُفترض فيه أن تكون الجماعة نموذجًا للتنمية على مستوى الإقليم.
موقف الشبكة المغربية لحقوق الإنسان:
نحن في الشبكة المغربية لحقوق الإنسان، وبصفتنا إطارًا وطنياً مستقلاً، نحمّل المسؤولية الكاملة لما يقع في مدينة شيشاوة إلى:
• رئاسة جماعة شيشاوة التي أثبتت فشلها الذريع في التدبير.
• السلطات الإقليمية التي تكتفي بالملاحظة والتجاهل رغم علمها اليومي بتفاصيل الوضع.
• الجهات الوزارية التي لم تُفعل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
مطالبنا المستعجلة:
- فتح تحقيق عاجل ومستقل في الوضع الصحي للمستشفى الإقليمي، ومحاسبة المتورطين في استغلال المرفق العمومي لخدمة المصحات الخاصة.
- إرسال لجنة افتحاص شاملة إلى جماعة شيشاوة لتتبع مصير المال العام.
- إعادة تفعيل مشروع النواة الجامعية، وفرض حلول واقعية لتوفير فرص الشغل للشباب.
- إحداث خطة استعجالية لإصلاح الطرق وشبكات الصرف الصحي في الأحياء المهمشة.
- وضع حد للعشوائية في تدبير النفايات، وضمان خدمة نظافة تليق بالكرامة الإنسانية.صمتنا اليوم يعني خيانة لرسالتنا الحقوقية، وترك الساكنة ضحية لوبيات الفساد !
لن نصمت، وسنواصل النضال بالكلمة والصورة والصوت، وسنُراسل الجهات العليا، لأن شيشاوة لا تستحق أن تُعامل كقرية منسية، بل كمدينة حقيقية داخل وطن نطمح أن يكون للجميع.
عمر اكنتوش المنسق الوطني للإعلام والتواصل الشبكة المغربية لحقوق الإنسان






