براءة محمد السيمو رئيس جماعة القصر الكبير “مكلفة جدا”…!!!

2025-07-19T20:07:32+00:00
2025-07-19T20:07:34+00:00
كتاب الرأي
Bouasriya Abdallahمنذ 19 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 19 ثانية
براءة محمد السيمو رئيس جماعة القصر الكبير “مكلفة جدا”…!!!
براءة محمد السيمو رئيس جماعة القصر الكبير “مكلفة جدا”…!!!

بقلم : ربيع الطاهري

لم أكن أرغب في الكتابة أو التعليق أو تناول موضوع براءة محمد السيمو رئيس الجماعة في إبانه، حتى لا أكون مندفعا مغيبا ،إما بدافع الانتقام كما البعض، أو الشماتة كما البعض، أو المشي في جوقة من التطبيل تسىء لبراءة الرئيس أكثر مما تشاركه الفرحة . مع احترامي للبعض الذين من حقهم الفرح دون الشماتة أو تحريك لنعرة الكراهية بلغة ” أين أنتم ” ،أو بالتعالي على الركب و كأنه الفتح المبين .
أقول لهؤلاء أنا ” هنا ” لست من أهل اليمين أو أهل الشمال ، و مازلت أعبر بقناعة راسخة دوما وبالمنطق في تتبعنا للشأن المحلي و لمجريات محاكمة الرئيس التي كانت دوما أستعين بالقاعدة القانونية التي يستوعبها كل عاقل ” المتهم بريء حتى تثبت إدانته ” واحتراما لقرينة البراءة كمبدأ الدستوري في إطار المحاكمة العادلة( الفصل 119/23).
ها قد حكمت المحكمة من الدرجة الأولى بالبراءة ،إلا أن تكلفتها اعتبرها باهضة الثمن !!!…
إن ما مر به محمد السيمو من رحلة ثلاثة سنوات انطلقت من كونه متهم كما كيفيتها قاضية التحقيق ،و تبتثها النيابة العامة، إلى البراءة أمام درجة من درجات التقاضي تستوجب منه أن يعيد تقيم ذاته، إذا ما ذهبنا فيما ذهب إليه و دفاعه لدحض التهم عليه: ” أن المسألة لا تعود كونها سياسية و ليست تدبيرية” ،فعليه أن يتساءل مع نفسه في خلوته :

  • ماذا لو أنني لم أقاضي بعض أفراد من ساكنة المدينة ؟.
  • ماذا لو أنني لم استعدي بعض البسطاء من أبناء هذه المدينة ؟
  • ماذا لو أنني كنت رئيسا لكل قصروى ؟ .
  • ماذا لو أنني اخترت الانصات لصوت المعارض أكثر من صوت الطبال و المنافق و الإمعة ،أصحاب المصالح و المنتفعين من الريع السياسي … ؟ .
  • ماذا لو لم تكن هناك براءة وكانت هناك الإدانة… ؟!!!.
    إن كلفة البراءة تجعل من محمد السيمو يعيد حسابات سلوكاته الرعناء ،و خراجاته الفجة تجاه خصومه السياسيين …
    عليه أن يدفع باللين والمرونة و الرزانة في القول دون أن يلقي التهم على عوانه، لأنه اليوم قد مر من محنة(التهم) كلفته الشيء الكثير، إن على مستوى النفسي أو السلوكي لأنه بشر عند الخلوة ،يحس بالضعف و الألم ، قد يتظاهر بأنه البطل، ولكن قد كان أمام المحكمة عند بكائه قد أخرج ما بداخله من السيل الجارف من الحسرة و الألم ،ولربما الإحساس بالظلم ….
    أما كلفة البراءة السياسية فقد تجعله يعيد حساب فريقه الذي يحسن حمل هموم الساكنة، ولا يعتبر الجماعة بقرة حلوب ،ويقطع مع الريع السياسي و المحاباة، و يتبنى تكافئ الفرص في الاستفادة من الامتيازات و المرافق و الصفقات بمنطقة القانون، لا بمنطق” أنت معايا ولا ضدي” ،و أن يحمد الله على نعمة ” البراءة” جعلته يستكمل مشواره السياسي الذي كاد أن يتوقف و ينهار لو تمت محاكمته بالإدانة ….
    لن أدخل في التشكيك بالبراءة، لأنني مؤمن بأننا في دولة المؤسسات، و أن القضاء قال كلمته ابتدائيا إلى أن يؤكد ذلك استئنافيا، و استكمال كل درجات التقاضي، فلا يحق لنا أن نقول إلا ما قاله القضاء، و إن كان الواقع وعلاقته بالتنمية داخل المدينة يتطلب بذل الجهد لتأكيد البراءة ،ومراقبة جودة الأشغال ،و استكمال الأوراش لأن كلفة البراءة باهضة لضمان استمرارية طموح الرئيس ومشروعه السياسي بين التثليث والتربيع كما جاءفي كتابة أحد انصاره …
    إن البراءة كلفتها ستأخذ من الرئيس جهده ووقته و صحته وطموحه نحو اثباتها لكل قصراوة ، براءة على أرض الواقع، و ليس على الأوراق كما حققهها أمام القضاء ، لأن القصر الكبير ينقصه الكثير، و يتطلب العقلاء الذين يجنبونه الخصومة و التهور و المراهقة السياسية من البعض ،و نبذ الكراهية بين أبناء المدينة ،لكي لا يهدر الجهد و الزمن التنموي ،مع وحدة الخطاب السياسي نحو الأفضل للمدينة أغلبية ومعارضة .
  • الجميل في البراءة و كلفتها هي براءة ذلك الموظف الجماعي الذي لا ذنب له إلا كونه يساعد الرئيس بالاضطلاع بمهامه كاملة .
  • الجميل في البراءة هي فرحة أسر المتهمين و عائلاتهم وذويهم مما هو منسوب إليهم .
  • الجميل في البراءة هي ممحاة لوشم التهم على ذويهم و نعث اقربائهم وأبنائهم لماآل المتهم كان أبوه أو خوه أو أحد من افراد عائلته أو صديقه .
  • الجميل في البراءة هي القطع مع حديث المقاهي و الغلو بين البراءة و الاتهام و الادنة .
    -الجميل في البراءة هي أنها أفرزت حقيقة الفرد وسلوكاته وردود انفعالته بين الحقد و الشماتة، وبين الانبهار و التعجب و الاندهاش، بين المحاباة و التملق و النفاق ،وبين الثابت على المواقف .
    إن البراءة أيها الرئيس لا تعفيك من المسؤولية وهذه هي كلفتها وأنت تتحمل الأمانة .
    على الرئيس محمد السيمو أن لا يجعل من الجماعة محطة لإثارة ملفات أخرى أمام محكمة جرائم الأموال فيما تبقى من ولايته ،وأن يحسن تدبير الخلاف و الاختلاف بين مكونات المدينة دون تشتيت أو تفرقة
    إن تكلفة البراءة هي أن تكون ” رئيس لكل قصروى دون استثناء ” ،تكسب و تغنم حب الجميع من الخصوم السياسيين قبل المحبين، و المتملقين و الطبالين .
    نحن دوما هنا و نكتب بقلم حر و بضمير و قناعة متقدة ، لا نندفع و نتبع الجوقة ،نعبر دوما على ما نؤمن به حبا في المدينة دون قدسية للأشخاص ،و إن كان إسمه “محمد السيمو” ،وسأظل كما أنا عليه “قلم حر” .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.