يوسف طرزا
بينما تُنفق ميزانيات ضخمة على تنظيم المهرجانات والأنشطة الاستعراضية في عدد من المدن والبلدات، تُواجه ساكنة الأحياء الهامشية والقرى المحيطة واقعا مريرًا، عنوانه العطش، غياب البنيات التحتية، وطرق غير صالحة حتى للمرور على الأقدام.
في الوقت الذي تُضاء فيه المسارح، وتعلو مكبرات الصوت احتفالًا، تعيش أسرٌ بأكملها أيامًا صعبة في البحث عن الماء الصالح للشرب، أو التنقل وسط أوحال ومسالك مهترئة، دون أن تجد آذانًا صاغية.
أيهما أولى؟ مهرجان ليومين أم مشاريع تعود بالنفع الدائم على الساكنة؟
هل صارت الأولويات مقلوبة؟
الاحتفال ليس عيبًا، لكن أن يكون على حساب الكرامة الأساسية للمواطن من ماء، طريق، وإنارة، فهو استخفاف بمعاناة من لا صوت لهم.
لقد آن الأوان لإعادة النظر في جدوى بعض الأنشطة، وتوجيه الميزانيات لما يخدم التنمية الحقيقية، قبل أن تتحول المهرجانات إلى رماد يُغطّي هشاشة الواقع.