ملتقى سطات الوطني يسلط الضوء على ذاكرة قبيلة بني مسكين بين التاريخ والمجال

2025-05-18T07:38:24+00:00
2025-05-18T07:38:26+00:00
فن وثقافة
Bouasriya Abdallahمنذ 18 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 18 ثانية
ملتقى سطات الوطني يسلط الضوء على ذاكرة قبيلة بني مسكين بين التاريخ والمجال

شعيب خميس/ مشاهد بريس

باحثون وأكاديميون يناقشون التحولات المجالية والهوية الثقافية في دورة علمية متميزة

احتضنت جماعة أولاد فارس الحلة بإقليم سطات، يوم السبت 17 ماي 2025، فعاليات الدورة الحادية والعشرين للملتقى الوطني للذاكرة والتراث الثقافي، تحت شعار “قبيلة بني مسكين: الذاكرة، والتاريخ، والمجال”، في حدث جمع بين الأكاديميين والفاعلين المحليين لاستكشاف إرث المنطقة وإبراز دور الذاكرة الجماعية في صياغة الهوية المحلية.

نظم الملتقى بشراكة بين مختبر السرديات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، والجماعة الترابية لأولاد فارس الحلة، وجامعة الحسن الأول بسطات، بالإضافة إلى مشاركة نادي القلم المغربي ومختبرات بحثية متخصصة، في خطوة تهدف إلى ربط الجامعة بالمحيط السوسيو-ثقافي للبادية المغربية، وإعادة اكتشاف المجالات المهمشة عبر مقاربات أنثروبولوجية وتاريخية وجغرافية متداخلة.

محاور النقاش: من التحديات البيئية إلى الروايات الشفوية
تمحورت أشغال الدورة حول محورين:

  1. التحديات البيئية: ناقش المشاركون تأثير التغيرات المناخية على المجال الفلاحي لقبيلة بني مسكين، خاصة مع تفاقم موجات الجفاف التي تهدد النشاط الزراعي، كرافد اقتصادي رئيسي.
  2. الذاكرة والهوية: استحضر الباحثون الروايات الشفوية والشهادات الشعبية كأدوات لفك شفرات التاريخ المحلي، مع التركيز على دور التصوف والمقاومة في تشكيل الهوية الثقافية للقبيلة.
  • العربي الشريعي، رئيس جماعة أولاد فارس الحلة، أكد في كلمته:

“رغم الإمكانيات المحدودة، نعتز باستضافة هذا الحدث الذي يضيء على تراثنا اللامادي. دعم مثل هذه المبادرات رسالة لإحياء الهوية في وجه التحديات التنموية”.

  • الأستاذة رابحة صالح (منسقة الملتقى):

“نسعى لكتابة تاريخ محلي جديد، يتجاوز السرد الرسمي وينفتح على الذاكرة الشعبية. المجال القروي ليس موضوعاً للدراسة فحسب، بل شريكاً في إنتاج المعرفة”.

شارك في الملتقى ثلة من الأكاديميين المغاربة الذين قدموا أوراقاً بحثية حول:

  • التحولات الديموغرافية وأثرها على البنية الاجتماعية للقبيلة.
  • الاقتصاد المحلي بين الإمكانيات الزراعية ومعيقات التسويق.
  • دور المرأة في حفظ الذاكرة عبر الأغاني والأمثال الشعبية.

يُعتبر هذا الملتقى خطوة أولى لإطلاق برنامج بحثي دائم حول قبائل الشاوية، يهدف إلى:

  • توثيق التراث اللامادي قبل اندثاره.
  • تقديم مقترحات لسياسات تنموية تستند إلى الخصوصيات المحلية.
  • خلق فضاءات حوار بين الأكاديميين والسكان لتعزيز الانتماء المجتمعي.

بين جبال الشاوية العليا، نجح الملتقى في تحويل “بني مسكين” من اسم قبيلة إلى مشروع ثقافي حي، يثري النقاش حول دور الذاكرة في مواجهة النسيان، ويطرح أسئلة ملحّة عن سبل تحقيق تنمية قروية تحافظ على الهوية دون أن تقف في وجه الحداثة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.