شعيب خميس/ مشاهد بريس
تعيش مدينة الكارة التابعة لعمالة إقليم برشيد وضعاً بيئياً مقلقاً يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبلها الحضري. فالمدينة التي كانت تُعَدُّ من الحواضر الصاعدة، أضحت اليوم ترزح تحت وطأة تراكم مظاهر التهميش وغياب رؤية واضحة في تدبير الشأن المحلي.

أول ما يثير الانتباه هو الوضع البيئي الكارثي، حيث تنتشر الأزبال في الأزقة والشوارع بشكل يسيء إلى جمالية المدينة ويهدد صحة الساكنة، في ظل ضعف تدبير ملف النظافة وغياب حلول مستدامة لمعالجة النفايات. هذه الوضعية أدت إلى تنامي الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، مما يجعل العيش اليومي لسكان الكارة تحدياً حقيقياً.
إلى جانب ذلك، تعاني المدينة من ضعف كبير في البنية التحتية، فالأرصفة مهترئة والطرقات مليئة بالحفر، مما يعرقل حركة السير ويزيد من معاناة المواطنين، خاصة في الأحياء الهامشية التي تفتقد لأبسط التجهيزات الأساسية.
ومن بين الظواهر التي تعكس غياب التنظيم الحضري، تزايد انتشار الدواب داخل الأحياء والأزقة، وهو ما يحول المدينة في أوقات كثيرة إلى مشهد قروي داخل مجال حضري، ويؤثر سلباً على نظافة المجال العام وصحة الساكنة.
كما يظل احتلال الملك العمومي أحد أبرز الإشكالات التي تؤرق بال الساكنة، حيث تنتشر عربات الباعة وتتمدد المحلات بشكل عشوائي على حساب الراجلين وحق المواطنين في فضاء عمومي منظم.
إن الوضع البيئي والعمراني الذي تعيشه الكارة اليوم لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، إذ يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة على الصعيدين المحلي والإقليمي، ووضع خطة إصلاحية شاملة تعيد للمدينة رونقها وتعيد الثقة لساكنتها.