مشاهد بريس
في مشهد يجسد أعلى درجات الإهمال واللامبالاة، يقف البئر الذي جرى حفره في إطار البرنامج الوطني لمحاربة آثار الجفاف 111 شاهداً على عبث تدبير الشأن العام.
هذا البئر، الذي يفترض أن يكون مشروعاً لخدمة الساكنة تحول إلى خطر محدق يهدد حياة المواطنين يومياً.
الأخطر من كل ذلك، أن هذا البئر يتواجد خلف مدرسة المناهل الابتدائية، أي على بعد خطوات من أطفال صغار لا يدركون حجم الخطر الذي يحيط بهم. تخيّلوا بئراً في محيط مؤسسة تعليمية! أي عقل يقبل بهذا العبث؟ أي مسؤول ينام مرتاحاً وهو يعلم أن حياة عشرات التلاميذ معرّضة للخطر في كل لحظة؟
ولم يتوقف الأمر عند الإهمال فقط، بل أصبح البئر اليوم مستغلاً من طرف مختل عقلي يتردد عليه باستمرار، مما يضاعف الخطر ويزيد من حالة الرعب التي تعيشها الساكنة. وجود شخص غير مستقر نفسياً بالقرب من مؤسسة تعليمية وبجانب بئر مهمل قد يتحول إلى مأساة حقيقية في أية لحظة، ومع ذلك، تستمر الجهات المعنية في الصمت العجيب، وكأن الأمر لا يعنيها.
مشروع بُني بأموال عمومية، وترك للخراب، وتحول من منفعة إلى تهديد. أين هي المراقبة؟ أين هو التتبع؟ أين هي المسؤولية؟
كيف يُترك بئر بهذه الخطورة في مكان حساس مثل محيط مدرسة؟
كيف تُهمل المراسلات التي وجهتها جمعيات المجتمع المدني منذ سنوات؟
وكيف يمكن للسلطات المحلية أن تغض الطرف عن خطر واضح لا يحتاج لأي خبير لاكتشافه؟
هذا الوضع لم يعد مجرد “اختلال إداري”، بل فضيحة مكتملة الأركان.
فضيحة تهدد الأطفال…
تهدد النساء والمارة…
وتمسّ هيبة المؤسسات وسمعة الإدارة الترابية.
إن تدخل عامل الإقليم لم يعد خياراً، بل ضرورة قصوى.
والساكنة، ومعها الجمعيات، لن تبقى صامتة أمام هذا الاستهتار الذي قد يكلف روحاً في أية لحظة.

