“جائزة عبد العزيز الأبيض” بين وهج الفكرة وسؤال المصداقية

2025-07-03T16:55:28+00:00
2025-07-03T16:55:29+00:00
فن وثقافة
Youssefمنذ 47 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 47 ثانية
“جائزة عبد العزيز الأبيض” بين وهج الفكرة وسؤال المصداقية

بقلم: عمر مرية بالكوجا

بين ضوء الفضة ودهشة الحروف، تعود “جائزة عبد العزيز الأبيض للصحافة والإعلام” في نسختها الثانية، حاملة وعدا بتكريم الكلمة الحرة والصورة الصادقة، بشراكة بين المرصد الإقليمي للصحافة والإعلام بتيزنيت وجمعية تيميزار لمهرجان الفضة، تحت شعار بليغ:
“الصياغة الفضية.. هوية، إبداع، وتنمية”.

لكن، وبين الشعار المضيء، والتطبيق المأمول، يتسلل سؤال حتمي:
هل تحققت الشفافية في الدورة الأولى؟ وهل تبشر الدورة الثانية بعدالة في منح الجائزة؟ أم أن الجائزة تخاط بمنطق “الترضيات الإعلامية”؟

فكرة واعدة في قلب تيزنيت الفضية

تمثل الجائزة في حد ذاتها مبادرة رائدة في مدينة تيزنيت، المدينة التي تحترف نقش الفضة كما تنقش الذاكرة على جدران الوجدان. والربط بين الصياغة التقليدية والإعلام المواطني ليس فقط ذكيا، بل يشي بإرادة لخلق هوية بصرية وثقافية متكاملة تعزز إشعاع المدينة وثرائها اللامادي.

وما يحسب للقائمين على الجائزة هو فتح باب الترشح لعدة أصناف تشمل الصحافة المكتوبة، الرقمية، السمعية البصرية، بل وحتى الصحافة الأمازيغية، ما يعكس وعيًا بضرورة الإنصاف اللغوي والتعددي في المشهد الإعلامي.

من يراقب النوايا الطيبة؟

لكن، وكما أن الفضة تحتاج إلى تنقية قبل التزيين، تحتاج الجوائز الإعلامية إلى آليات حوكمة شفافة قبل التتويج.

عدد من المتابعين يطرحون تساؤلات مشروعة حول معايير التحكيم، أسماء اللجنة، ودرجة الاستقلالية عن خلفيات الانتماء السياسي أو القرب الجمعوي، خاصة أن تيزنيت مدينة معروفة بتركيبتها الجمعوية المعقدة، وتوازناتها الدقيقة.

لم تنشر تفاصيل لجنة التحكيم بعد، ولا سير أعضائها الذاتية، ما يضعف الثقة في نزاهة المسار، حتى وإن كانت النية سليمة.

في الدورة الأولى، طرحت انتقادات – بعضها معلن وبعضها مكتوم – حول منطق الاختيار، وغياب تغطية لائقة لتفسير من فاز ولماذا. فهل يعيد التاريخ نفسه؟

الخطر الأكبر : “جائزة بدون جمهور”

الرهان الحقيقي لأي جائزة ليس فقط من فاز، بل من شارك ولم يفز وشعر بأنه احترم وشرف بالمنافسة.
إذا غاب هذا الإحساس، فإن الجائزة قد تتحول إلى فضاء نخبوي محدود، يوزع فيه التتويج على من “فرضوا أنفسهم” لا من “استحقوا المنصة”.

فالإبداع لا يحتمل المحاباة، والإعلام لا يقبل التزييف، مهما كان لونه فضيا.

هل ما زال بالإمكان إصلاح الصورة؟

أكيد. فالمسار لا يزال في بدايته.

وعبر إجراءات بسيطة وشفافة، يمكن للجائزة أن تتحول إلى مرجع وطني:

إعلان أسماء لجنة التحكيم ومساراتهم المهنية

شرح معايير التنقيط بتفصيل علني

نشر اللائحة الكاملة للمترشحين (مع احترام الخصوصية)

ضمان تمثيلية نسائية وجهوية عادلة داخل اللجان

وبذلك، لن تبقى الجائزة مجرد تجميل إعلامي في موسم المهرجان، بل ستصبح مشروعا ثقافيا متجددا، يعطي للكلمة قيمتها وللصحفي مكانته.

كلمة أخيرة :

“جائزة عبد العزيز الأبيض” تحمل اسمًا لصحفي كان من رواد الإعلام المحلي بتيزنيت، ورمزا للكلمة الملتزمة والمهنية.
وأي التفاف على معاني هذه الرمزية، يُعد خيانةً للذاكرة قبل أن يكون خيانة للصحافة.

فهل يرتقي المنظمون إلى حجم هذا التحدي؟

أم سنكتفي بفضة تلمع في الظاهر، لكنها لا تعكس الحقيقة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.