يوسف طرزا
ما زال حي الجرف بإنزكان يعيش تهميشًا صارخًا في حق أبنائه، بعدما ظل محرومًا من ثانوية تأهيلية رغم تزايد أعداد التلاميذ والتلميذات.
هذا الإقصاء الفاضح يدفع بالعشرات إلى التنقل يوميًا نحو الثانوية التاهيلية الغزالي بتراست، وسط معاناة لا تنتهي.
التلميذات خاصة يجدن أنفسهن مجبرات على مغادرة بيوتهن قبل طلوع الشمس، يسرن في الظلام، وكأن الدولة تتعمد وضعهن فريسة سهلة لكل أشكال التحرش والاعتداء.
أي منطق هذا الذي يفرض على قاصرات مواجهة رعب الطريق يوميًا فقط لأن السلطات لم تكلف نفسها عناء بناء مؤسسة تعليمية داخل الحي؟
الآباء والأمهات يصرخون اليوم: إلى متى هذا الاستهتار بأمن أبنائنا؟ إلى متى سيظل حي الجرف خارج حسابات المسؤولين؟
التنقل اليومي لا يرهق جيوب الأسر الفقيرة فقط، بل يهدد حياة فلذات أكبادهم في كل صباح.
الساكنة تحمل كامل المسؤولية للجهات الوصية على التعليم وللمجالس المنتخبة التي لم تفعل شيئًا سوى إطلاق الوعود الفارغة.
فالتعليم ليس مِنّة ولا فضلًا من أحد، بل حق يكفله الدستور، وحرمان الجرف من ثانوية تأهيلية وصمة عار على جبين المسؤولين.