
المحجوب زضيضات//مشاهد بريس
في زمن يُفترض أن يكون التعليم فيه جسراً إلى المستقبل، يجد طلبة كلية السمارة أنفسهم في قلب مأساة حقيقية: اجتهدوا، نجحوا، فرحوا، لكن عند ساعة التتويج اكتشفوا أن أسماءهم اختفت من لوائح الناجحين!
أي قسوة أكبر من أن يرى الطالب ثمرة كفاحه تتحول إلى سراب؟ أن ينتظر لحظة استلام شهادته فإذا به يواجه مقصلة الصمت والخذلان؟
هذه ليست مجرد قضية نقط أو لوائح، بل قضية كرامة إنسانية وعدالة أكاديمية. القضية أن شباباً عاشوا على الأمل وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة المجهول، بلا سند ولا تفسير.
نحن لا نبحث عن اتهامات ولا عن كبش فداء، بل عن إنصاف بسيط: أن يُعطى لكل ذي حق حقه. أن تعود الجامعة إلى رسالتها النبيلة: صناعة الأمل، لا دفنه.
إن ما يجري في كلية السمارة ليس شأناً محلياً ضيقاً، بل ناقوس خطر يدق في وجه الجميع: ما جدوى كل حديث عن إصلاح التعليم إذا كان الطالب، وهو قلب العملية التربوية، يُترك وحيداً أمام مصيره؟
أيها المسؤولون، أيها الغيورون، يا من ما زال في قلوبكم ذرة عدل: أنصفوا هؤلاء الطلبة. أعيدوا لهم ابتسامتهم، وأعيدوا لنا الثقة في مؤسسة وُجدت لتبني الإنسان لا لتحطمه.
لأن الوطن لا يقوم إلا على عدالة تُنصف أبناءه… والظلم، حين يطال طالباً، يطال مستقبل أمة كاملة.
هذه كلمة حق… صرخة السمارة في وجه النسيان.