مدير المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير… هل يعلم ما يقع داخل مؤسسته؟

2025-12-20T08:29:24+00:00
2025-12-20T08:29:27+00:00
كتاب الرأي
Bouasriya Abdallahمنذ 25 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 25 ثانية
مدير المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير… هل يعلم ما يقع داخل مؤسسته؟
مدير المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير… هل يعلم ما يقع داخل مؤسسته؟

ابراهيم عكري


لا حديث هذه الأيام في أوساط المواطنين والمرافقين إلا عن المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير، هذا الصرح الصحي الذي فُتح في وجه الساكنة على أمل أن يشكل إضافة نوعية للمنظومة الصحية بجهة سوس ماسة، غير أن الواقع اليومي يكشف عن اختلالات مقلقة تصدم كل من تطأ قدمه هذا المرفق الحيوي.
ونحن على أبواب استقبال بلادنا لتظاهرات كبرى، وعلى رأسها نهاية كأس إفريقيا للأمم، من المرتقب أن تستقبل مدينة أكادير زواراً من داخل وخارج الوطن، وقد يتعرض بعضهم لأمراض طارئة أو حمى أو حوادث تستوجب الاستشفاء. فكيف سيكون الانطباع حين يجد هؤلاء أنفسهم أمام ارتباك إداري، وغياب للتوجيه، وسوء في التواصل داخل مستشفى جامعي يُفترض أن يكون واجهة مشرفة للقطاع الصحي بالمغرب؟
الواقع، كما عايناه، يُظهر أن عدداً من الموظفين لا يزالون في حاجة ماسة إلى المزيد من التأطير والتكوين، سواء في كيفية التعامل مع المرضى ومرافقيهم أو في تدبير المساطر الإدارية الأساسية، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المسؤولين، سواء من طرف الإدارة المشرفة أو الأطر التمريضية والإدارية المسؤولة.
ويوم الجمعة 19 دجنبر 2025، حوالي الساعة الخامسة مساءً، حضرتُ شخصياً وقائع تثير أكثر من علامة استفهام، وذلك أثناء محاولتي مساعدة مريضة من أجل إنجاز وثائق الأداء ومغادرة المستشفى. توجهتُ إلى صندوق الأداء لاستخراج الفاتورة، ففوجئت بأن التوقيت قد تجاوز الرابعة والنصف، ليتم توجيهي نحو صندوق الأداء داخل مصلحة المستعجلات.
غير أن المفاجأة كانت في كون الموظفين هناك لم يكونوا على دراية بكيفية التعامل مع الملف، حيث تم الاكتفاء بعبارات من قبيل:
“تسنا المجورة، معرفتش فين مشات، كنتاصلوا بها ومكاتجاوبش”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمت مواجهتي داخل مصلحة المستعجلات من طرف شخص يحمل قلَماً في يديه ويرتدي صديرية عادية، وبدأ في طرح أسئلة بطريقة مستفزة وغير لائقة:
“نوض، نتا شكون؟ أش كادير هنا؟ خرج برا، علاش كالس فالكُرسي؟ نتا ماشي مريض!”
وهو سلوك يفتقر لأبسط قواعد التواصل والاحترام، ويعكس حالة من الفوضى وغياب التنسيق داخل مرفق يفترض فيه الانضباط والتنظيم.
مشاهد من هذا القبيل تطرح تساؤلات حقيقية حول تحديد المسؤوليات داخل المستشفى، وحول جدوى تعدد الأزياء المختلفة (السوداء، الصفراء، الحمراء، الخضراء، الزرقاء…) في غياب وضوح في المهام والصلاحيات، حيث يبدو أن لا أحد يعتمد على أحد، ولا أحد يتحمل المسؤولية كاملة.
إن ما يقع داخل المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير يستدعي وقفة جادة من إدارة المستشفى، وعلى رأسها المدير، من أجل الوقوف على هذه الاختلالات، والاستماع إلى شكاوى المواطنين والمرتفقين، والعمل على تصحيح المسار قبل أن تتفاقم الأوضاع، وقبل أن تُسيء مثل هذه التصرفات إلى صورة مؤسسة يُفترض أن تكون نموذجاً في التنظيم وحسن الاستقبال وجودة الخدمات الصحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.