شعيب خميس/مشاهد بريس
البدايات والنشأة الفنية
وُلد مراد الأسمر في الحي المحمدي بالدار البيضاء بالمغرب، وبدأت ملامح موهبته الفنية تظهر منذ الطفولة، لكنه حرص على إكمال تعليمه الأكاديمي، حيث تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلةفي مسقط رأسه . اكتُشف موهبته الصوتية عبر برنامج “نجوم ونجوم” في مدينة سطات، بفضل الفنان المغربي محمد باطما، عضو مجموعة المشاهب، الذي لعب دورًا محوريًا في انطلاقته الفنية .
الانتقال إلى مصر وتطور المسيرة
كانت نقطة التحول في حياة الأسمر الفنية عندما التقت به الفنانة المغربية ليلى غفران، التي شجعته على السفر إلى مصر لتنمية موهبته. مكث هناك أكثر من 8 سنوات، حيث تلقى تدريبات في التواشيح الدينية على يد الشيخ الهلباوي، ودرس في مراكز فنية تابعة لدار الأوبرا المصرية، متأثرًا بالمدرسة الفنية المصرية العريقة . خلال إقامته، عمل مسؤولًا عن تنظيم الحفلات في السفارة المغربية، مما أتاح له لقاء نجوم كبار مثل عادل إمام وسميرة سعيد .
يتميز الأسمر بتنوع إنتاجه الفني بين الكتابة، التلحين، والأداء:
- أغنية “صبية” لأسماء لمنور: كتبها ولحنها بالصدفة خلال جلسة مع أصدقاء، حيث أثرت الأغنية التي تتناول معاناة فتيات يُستغلن اجتماعيًا، وأصبحت من الأعمال البارزة في مسيرته .
- تعاونات عربية: عمل مع فنانين مثل عيسى الكبيسي (أغنية “السمرا”)، وعائشة تشينويت(ديو مشترك)، كما خطط لمشاريع مع فنانين خليجيين ولبنانيين .
- ألبوم “شفت روحي فمرايا”: يضم أعمالًا تركّز على القضايا الاجتماعية، مستوحاة من تجاربه الشخصية وقصص واقعية .
الالتزام بالقضايا الاجتماعية
لا ينفصل فن الأسمر عن هموم المجتمع، حيث تناول في أغانيه مواضيع مثل:
الاستغلال الجسدي والنفسي للفتيات في أغنية “صبية” .
الغدر والخيانة في أغنية “باين عليك يا قلبي”، التي لاقت صدى واسعًا .
مشروع فني إنساني بعد زلزال الحوز، بهدف توثيق المأساة ودعم المتضررين .
رؤيته الفنية والاستشراف المستقبلي
يرى الأسمر أن الفن يجب ألا يكون تجارة، بل أداة لإيصال الرسائل الإنسانية، مع الحفاظ على المصداقية . وهو يدعو إلى تطوير الصناعة الموسيقية المغربية لخلق فرص للشباب، مستلهمًا النموذج المصري . من مشاريعه القادمة:
ألبوم غنائي يضم 9 أغانٍ، بينها أعمال تراثية مُعاد إنتاجها بروح معاصرة .
أعمال مشتركة باللهجتين المغربية والمصرية مع موزعين وفنانين عرب .
مراد الأسمر ليس مجرد صوت طربي متميز، بل فنان ملتزم بقضايا مجتمعه، يجمع بين الأصالة المغربية والانفتاح على الثقافات العربية. مسيرته تُجسد قصة إصدار على التميز، وتذكير بأن الفن الحقيقي ينبع من القلب ويخدم الإنسان.