شعيب خميس/ مشاهد بريس
اندلع حريق هائل في إحدى كومات التبن بدوار الخشاشنة التابع لجماعة سيدي العايدي (إقليم سطات) يوم الجمعة الموافق 23 مايو 2025، بالتزامن مع أداء السكان لصلاة الجمعة. اكتُشف الحريق من قِبَل أحد الجيران الذي لاحظ تصاعد الأدخنة، فأبلغ فوراً عناصر الدرك الملكي ورجال الوقاية المدنية. بفضل الاستجابة السريعة، تمت السيطرة على النيران قبل وصولها إلى غابة المزامزة المجاورة، التي كانت تشكل خطراً بيئياً واقتصادياً كبيراً في حال امتداد الحريق إليها .

وقد استعانت فرق الإطفاء بجَرَّار وجرافة محلية لإنشاء حواجز أرضية وعزل النيران، مما ساهم في منع انتشارها. تُشبه هذه الإجراءات تلك المُتَّبَعة في حريق الشرابية بمصر، حيث استُخدمت المعدات الثقيلة للسيطرة على الحرائق في مناطق مكتظة بالمواد القابلة للاشتعال .

وصلت عناصر الوقاية المدنية بسرعة، وتمكنت من إخماد الحريق خلال ساعات، رغم صعوبة الوصول إلى بعض النقاط بسبب طبيعة المنطقة الريفية.
لا تزال تحقيقات النيابة العامة جارية لتحديد مصدر الحريق. يُشتبه في عوامل مثل حرارة اليوم أو الإهمال البشري، خاصة أن التبن من المواد سريعة الاشتعال بسبب تركيبته الكيميائية التي تحتوي على الكربون .
كما أبدى أصحاب التبن شكوكهم حول تورط شخص معين تربطه بهم خلافات سابقة، مما دفع السلطات إلى توسيع نطاق التحقيقات لاستجواب المشتبه بهم وفحص الأدلة الجنائية .

حيث كان قرب الحريق من غابة المزامزة يُهدد بكارثة بيئية، مشابهة لحريق المنيا الذي التهم حقول القمح وهدد المناطق المجاورة . سرعة إبلاغ الجيران أنقذت الموقف، وهو ما يؤكد أهمية التوعية بأهمية الإبلاغ الفوري عن الحرائق، كما حدث في حريق فيصل بمصر حيث ساهم البلاغ المبكر في تقليل الخسائر .

الى هنا تقوم النيابة العامة بتحليل عينات من موقع الحريق لتحديد ما إذا كان الحريق متعمداً أو عرضياً، مع الاستعانة بتقارير المعمل الجنائي، كما حدث في حرائق القاهرة التي خضعت لتحقيقات موسعة .
تعزيز الإجراءات الوقائية: طالب السكان بزيادة دوريات المراقبة في المناطق الريفية، وتوفير معدات إطفاء متخصصة للتعامل مع حرائق المواد الزراعية.

يعكس هذا الحريق تحديات إدارة الحرائق في المناطق الريفية، حيث تتضافر العوامل البشرية والبيئية لخلق مخاطر جسيمة. بينما تُظهر التحقيقات أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، تبقى الحاجة ملحة لتعزيز الإجراءات الوقائية وتوعية السكان بأساليب التعامل مع الطوارئ.