مشاهد بريس
في غمرة الاحتفالات الوطنية بعيد العرش المجيد، الذي يخلد الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه الميامين، أشرف السيد إسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان أيت ملول، يوم الأربعاء 24 يوليوز 2025، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لفعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الوطني لفن الروايس بمدينة الدشيرة الجهادية، في تظاهرة سنوية باتت تشكل محطة بارزة للاحتفاء بأحد أهم ألوان التعبير الفني الأمازيغي بالمغرب.
وقد حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين والشخصيات الرسمية، من ضمنهم مدير مديرية الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة سوس ماسة، إلى جانب رؤساء الجماعات الترابية، ورؤساء المصالح الخارجية والأمنية، بالإضافة إلى جمهور غفير من ساكنة المدينة وزوارها، الذين حجّوا بكثافة لمتابعة هذه اللحظة الفنية البهيجة.

وشهد الحفل لحظات مؤثرة من خلال تكريم مجموعة من أعلام فن الروايس الذين ساهموا في صون هذا التراث الأمازيغي الشفهي، من بينهم الفنانة فاطمة تزيكيت، والراحل الرايس محمد أمبارك أتنان، والرايس أحمد الريح، والفنانة فاضمة تعيسيت، في مبادرة تعكس الاعتراف بمساراتهم الزاخرة وعطائهم الفني المتجدد.
كما تم خلال الحفل تتويج الفائزين في مسابقة الروايس الشباب لسنة 2025، التي تروم اكتشاف وتشجيع المواهب الصاعدة في هذا الفن الأمازيغي العريق، وتكريم الطالبة صوفيا الصنهاجي المنحدرة من مدينة الدشيرة الجهادية، نظير حصولها على الجائزة الثانية في المباراة الوطنية للبيانو، في مبادرة تعكس أهمية دعم الطاقات الشابة في مختلف مجالات التعبير الفني.

وقد اختُتم اليوم الافتتاحي بسهرة فنية كبرى أحيَتها سمفونية الروايس بمشاركة نخبة من رواد هذا الفن، من ضمنهم الرايس لحسن إدحمو، والرايس محمد أمراكشي، والرايس الحسن الفطواكي، حيث تفاعل الجمهور الواسع مع لوحات فنية تراثية راقية حملت نفَس الأصالة والتجدد، وعكست الارتباط الوجداني العميق لساكنة المنطقة بثقافتها الأمازيغية.

وتُعد هذه التظاهرات الثقافية والفنية المنظمة بمناسبة عيد العرش المجيد تجسيداً فعلياً لرؤية تنموية تجعل من الثقافة رافعة أساسية للتنمية الترابية، كما تعزز موقع عمالة إنزكان أيت ملول كواجهة ثقافية وفنية بامتياز، على الصعيدين الجهوي والوطني، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تثمين التنوع الثقافي المغربي، وإدماج الثقافة في صلب السياسات التنموية المجالية.

