يوسف طرزا
تعيش ساكنة جماعة سيدي بيبي يومياً معاناة حقيقية أمام مكتب تصحيح الإمضاء، حيث الاكتظاظ الخانق وغياب التنظيم يحولان خدمة إدارية بسيطة إلى محنة طويلة الأمد.
المشهد اليومي يتكرر: عشرات المواطنين مصطفون منذ الصباح الباكر، بعضهم يقضي ساعات في الانتظار من أجل توقيع وثيقة لا تتطلب سوى ثوان معدودة.
أمام هذا الواقع، بات عدد من المرتفقين يفضلون ترك مكتب جماعتهم والتوجه إلى بلدية إنزكان لإنجاز الخدمة، الأمر الذي ساهم في نقل مشكل الاكتظاظ من سيدي بيبي إلى إنزكان، لتتضاعف معاناة بيبي إلى إنزكان، لتتضاعف معاناة المواطنين في مدينة لا تتحمل بنيتها الإدارية أصلاً ضغطاً إضافياً.
المؤسف أن هذا الوضع يكشف عن اختلال عميق في توزيع الخدمات الإدارية، وغياب حلول عملية لتخفيف الضغط على مكاتب التصديق.
فبدل توفير الموارد البشرية الكافية أو اعتماد برمجة ذكية للمواعيد، ترك المواطن وحيداً في مواجهة طوابير الانتظار، وتكاليف التنقل وهدر الزمن اليومي.
أليس من حق الساكنة أن تجد إدارتها قريبة منها بدل أن تدفع إلى البحث عن حلول ترقيعية خارج تراب جماعتها ؟أليس من واجب المجالس الجماعية التفكير في رقمنة الخدمة أو خلق شبابيك إضافية بدل الاكتفاء بتبرير العجز ؟
إن استمرار هذا الوضع هو تكريس السياسة إبعاد الإدارة عن المواطن بدل شعار تقريبها منه وما لم تتحرك السلطات المحلية والمنتخبون لإيجاد حلول عاجلة ستظل سيدي بيبي نموذجاً صارخاً لفشل التدبير الإداري، بينما المواطن يؤدي دائماً ثمن هذا الفشل.