إبراهيم اوقلي/ مشاهد بريس
احتضنت دار الشباب أيت إيعزة، مساء يوم السبت 08 نونبر 2025، ابتداءً من الساعة الرابعة والنصف مساءً، أمسية أدبية راقية خصصت لحفل توقيع ديوان “الكلام المرصع” للشاعرة والزجالة أسماء باحيدة، تحت شعار “الكلام المرصع… بريق الحرف وجمال المعنى”.

أشرف على تأطير هذا اللقاء الثقافي كلّ من الأ ستاذ يوسف الغبوري، والأستاذ بزيد عبد السلام، والأستاذ إبراهيم البتراني، والأستاذ إبراهيم حريز، الذين أغنوا الأمسية بمداخلاتهم وتحليلاتهم النقدية العميقة التي أبرزت جماليات النص الزجلي، وأهمية استحضار الموروث الشعبي في التعبير الفني.

ويعد ديوان “الكلام المرصع” بمثابة جسر بين الماضي والحاضر، إذ يضم باقة من القصائد الزجلية القديمة التي نسجت بلغة عامية عريقة قريبة من النبض الخليجي، ما يمنحه طابعا فريدا يجمع بين المحلية والانفتاح.
كما عبرت أسماء باحيدة “أن هذا الديوان يمثل بوابة نحو التراث القديم والفن الزجلي الأصيل الذي يعكس ملامح الذاكرة الشعبية المغربية”.

وتتنوع موضوعات قصائد الديوان بين التاريخ المحلي للمنطقة والتنوع الثقافي والتراثي بالجهة، حيث تتناول الشاعرة بأسلوبها الخاص تعايش الساكنة واختلاف القبائل في انسجام جميل يبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الإنساني والثقافي.
كما استوقف الحضور غلاف الديوان الفني الذي أبدعته الشاعرة بنفسها، وجاءت صورته رمزا للاختلاف والتجانس بين المكونات التراثية والثقافية، في تلاحم بصري يعكس فلسفة الديوان وروحه المتعددة الأبعاد.

وقد تميزت المداخلات القيمة للسادة الأساتذة الحاضرين بقراءاتهم العميقة وتفاعلهم الكبير مع مضامين الديوان، مؤكدين أن أعمال الشاعرة أسماء باحيدة تسهم في إحياء روح الزجل المغربي الأصيل، وتفتح آفاقا جديدة أمام الأجيال الصاعدة للانفتاح على لغتهم الشعبية والاعتزاز بها كوسيلة فنية راقية.
وقد عرفت الأمسية حضورا مميزا من محبي الحرف، وفاعلين جمعويين ومهتمين بالشأن الثقافي المحلي، الذين عبروا عن إعجابهم بالأسلوب المبدع للشاعرة وبمستوى التنظيم الراقي الذي أضفى على اللقاء طابعا أدبيا احتفاليا، جمع بين الحنين إلى الأصالة والإيمان بجمالية التجديد.

وفي ختام الحفل، وقعت الشاعرة أسماء باحيدة نسخا من ديوانها للحاضرين وسط أجواء من الفخر والاعتزاز.

