الصورة من الأرشيف
مشاهد بريس
في مشهد يختزل مفارقة التنمية المختلة، فجّرت جماعة تكنة التابعة لإقليم سيدي قاسم موجة استنكار واسعة بعدما خصّصت مبالغ مالية ضخمة لتنظيم ما أطلقت عليه اسم “مهرجان التبويض”، في وقت تعاني فيه ساكنة دوار آيت الحسن من غياب تام للماء الصالح للشرب ومعاناة يومية مع العطش وارتفاع درجات الحرارة.
وصف العديد من المتابعين هذا القرار بـ الفضيحة التنموية والأخلاقية، متسائلين عن جدوى صرف المال العام على أنشطة احتفالية في ظل عطش سكان الدواوير، الذين يقطعون كيلومترات طويلة يوميًا بحثًا عن قطرة ماء، في ظل تجاهل واضح لمعاناتهم.
الساكنة المحلية اعتبرت أن المهرجان يُنظم باسم التنمية و”الفرجة”، بينما الحقيقة أنه تغطية على فشل الجماعة في تلبية أبسط الحقوق الأساسية، وعلى رأسها الحق في الماء، الذي يكفله الدستور المغربي ويُعد أولوية قصوى في ظل التغيرات المناخية وموجات الحرارة المتزايدة.
وقد تحوّلت هذه الخطوة إلى فضيحة رأي عام محلي، وسط مطالب عاجلة بتدخل عامل إقليم سيدي قاسم لفتح تحقيق في طريقة تدبير ميزانية الجماعة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا القرار الذي وصفه السكان بـ”العبثي واللامسؤول”.
“لا مهرجانات قبل الماء”.. صرخة دوار آيت الحسن تفضح واقع التنمية المغشوشة، وتُحرك ضمائر من بقي في قلبه ذرة مسؤولية.
منقول