يوسف طرزا
تتفاقم معاناة المتشردين في شوارع مدينة الدشيرة الجهادية مع موجة البرد القارس، فيما يواصل المسؤولون صمتهم المريب وكأن الأمر لا يعنيهم ، عشرات الأشخاص يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ليلا ، بينما الجهات المنتخبة تواصل تقديم الوعود نفسها كل سنة دون أي تدخل فعلي ينقذ الأرواح ؟
في الوقت الذي تصرف فيه ميزانيات ضخمة على المهرجانات والحفلات الفنية، يظل ملف المتشردين في خبر كان. مواطنون يمرون يوميا بجانب هؤلاء الهشين، يقدمون مساعدات بسيطة قدر استطاعتهم، لكن ذلك لا يعفي المسؤولين من واجبهم القانوني والأخلاقي.
السؤال الذي يتردد اليوم بقوة في الشارع:
أين المجلس الجماعي من دوره الاجتماعي؟ وأين اللجان المختصة التي تتحرك فقط عندما يتعلق الأمر بالكاميرات أو الصور الرسمية؟ أين الجمعيات التي يفترض أن تعنى بهذه الفئة؟ لماذا اختفت أصواتها وصورها؟
المؤسف أن البرامج الاجتماعية التي يكثر الحديث عنها تبقى مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي، بينما الواقع المر يقول إن المدينة لا توفر أي مراكز إيواء لائقة ولا فرق تدخل ليلي يمكنها إنقاذ أشخاص يواجهون الموت البطيء مع كل ليلة باردة.
كل ما يظهر هو مبادرات موسمية قصيرة العمر لا تغير شيئا من الوضع الكارثي على الأرض.
المسؤولية في النهاية واضحة: المجلس الجماعي، والجهات الإقليمية كلهم معنيون بهذا الإهمال المتواصل، وكلهم تركوا الملف يتعفن دون حلول.
الدشيرة الجهادية لا يمكن أن تتحدث عن التنمية والازدهار بينما تترك أبناءها يموتون بردا على أرصفتها.
ويبقى السؤال مفتوحا ومؤلما:
إلى متى سيظل المتشردون آخر هم المسؤولين؟ ولماذا تترك هذه الفئة تواجه البرد القارس وحدها دون حماية أو إيواء أو حتى التفاتة إنسانية؟

