مشاهد بريس
إلى المقام العالي بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أنا مبارك بوجمعة، من أبناء إقليم طاطا، أكتب إليكم هذه الرسالة كصرخة من قلب معاناة يومية، وكانداء يحمل معه وجع الساكنة، من جبال أقا وأقإغالن وتمنارت، إلى دواوير أديس وتسينت وفم زكيد وفم الحصن وتيزونين
مولاي صاحب الجلالة،
إن إقليم طاطا يعاني من تهميش ممنهج، وخصاص بنيوي خطير في كل مقومات الحياة الكريمة، لكن المأساة الكبرى اليوم هي انهيار القطاع الصحي، لدرجة أن المراكز الصحية أصبحت مجرد بنايات بلا روح، لا دواء فيها ولا طبيب، ولا حتى سيارة إسعاف.

في هذا الأسبوع فقط، وقع حادث خطير لمواطن من “إغالن”، أصيب بي لدغة أفعة سمة إصابة بليغة، ولم يجد من يسعفه أو يعالجه، وبقينا نبحث له عن علاج لأيام، حتى تم نقله بصعوبة إلى أكادير، بعدما تأزمت حالته. والسبب بسيط: لا دواء، لا موارد، لا رعاية.
مولاي،
واش المريض هو اللي خاصو يمشي يقلب على الدوا؟ ولا الدوا هو اللي خاصو يجي عند المريض؟
واش هادشي يرضي سيدنا اللي كيقول لينا دائماً أن كرامة المواطن فوق كل اعتبار؟
يا جلالة الملك، طاطا اليوم فيها ناس تموت في صمت،
أمهات كيتوجعو بلا دواء
شيوخ كيمشيو على أرجلهم عشرات الكيلومترات باش يلقاو مستوصف مسدود
أطفال كيقرّاو فمدارس بلا مراحيض، بلا ماء، بلا أمل
والمسؤولين المحليين، بكل أسف، ما بين غافل وساكت، أو عاجز ومتواطئ.
جلالة الملك،
إننا لا نطلب إلا حقّنا في الحياة الكريمة. نطلب منكم، أن تُنصفوا إقليم طاطا:
مطالبنا:
- فتح تحقيق نزيه وفوري في وضعية المستشفيات والمراكز الصحية.
- إرسال لجنة ملكية خاصة للوقوف على الواقع المزري.
- توفير سيارات الإسعاف والتجهيزات والأدوية في كل الدواوير.