مشاهد بريس
استثمارات مهددة بالاندثار بسبب الإهمال:
تُعد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحدى الركائز الأساسية في دعم المشاريع التنموية وتعزيز البنية التحتية الاجتماعية بالمغرب، غير أن مشاريعها في جماعة أيت ملول باتت مهددة بالتلاشي، ليس بسبب قلة الموارد أو نقص التمويل، بل نتيجة غياب الصيانة وضعف آليات التتبع. فعلى الرغم من الملايين التي صُرفت على إنجاز هذه المشاريع، إلا أن افتقارها إلى برامج مستدامة للصيانة جعلها تتعرض لتدهور تدريجي، مما يُفقدها فعاليتها التنموية.
مرافق في طور الاندثار بسبب غياب التدخلات الدورية:

تعاني العديد من المنشآت التي أُقيمت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأيت ملول من الإهمال الحاد، حيث تعرضت بعض الفضاءات العامة والمراكز الاجتماعية إلى تصدعات، أعطاب في التجهيزات، تدهور البنية التحتية، وانقطاع الخدمات التي كان من المفترض أن تقدمها هذه المنشآت لفائدة الفئات المستهدفة.
الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع:

يرجع هذا الوضع إلى غياب استراتيجية واضحة للصيانة الدورية، حيث يتم إنشاء المشاريع دون وضع مخططات تضمن استدامتها بعد انتهاء أشغال البناء، مما يؤدي إلى تدهورها السريع. كما أن ضعف مراقبة الجماعة المحلية يزيد من تفاقم المشكلة، إذ يُفترض أن يتم تخصيص ميزانية سنوية للصيانة، غير أن المؤشرات المتاحة تدل على غياب هذه الميزانيات أو سوء تدبيرها. وإضافة إلى ذلك، فإن عدم تفعيل آليات التتبع بعد التنفيذ يُعد من أبرز العوامل المؤثرة، حيث تُترك المشاريع دون أي متابعة حقيقية بمجرد انتهاء أشغال البناء، مما يعرضها للإهمال ويفقدها قيمتها التنموية.
مسؤولية المجلس الجماعي: غياب الرؤية أم سوء التدبير؟

يتحمل المجلس الجماعي لأيت ملول، ممثلًا في رئيسه والمكتب المسير، مسؤولية مباشرة عن عدم توفير برامج صيانة مستدامة لهذه المشاريع، حيث تشير التقارير والمراسلات الموجهة إلى السيد عامل عمالة إنزكان أيت ملول إلى أن العديد من هذه المشاريع لم تُدرج ضمن ميزانية الجماعة للصيانة، مما أدى إلى تدهورها السريع.
هل تتحرك الجهات المسؤولة؟

تقف أيت ملول اليوم أمام اختبار حقيقي لقياس مدى قدرتها على الحفاظ على مكتسبات التنمية البشرية وضمان استدامتها، فإما أن يتم تصحيح المسار من خلال إصلاح منظومة الصيانة وتتبع المشاريع، أو ستظل هذه المنشآت شاهدة على فشل تدبير الموارد وإهدار المال العام. وفي انتظار تحرك الجهات المسؤولة، يبقى السؤال معلقًا: هل ستشهد أيت ملول تصحيحًا لمسار التنمية، أم ستظل رهينة الإهمال والتسيير العشوائي؟
منقول

