الدكتور عبد القادر الدحمني يكتب: نحــو حركــة ثقافيــة بأفــق أوسـع

2022-04-15T13:16:31+00:00
2022-04-15T13:16:32+00:00
كتاب الرأي
Bouasriya Abdallah15 أبريل 2022wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 7 أشهر
الدكتور عبد القادر الدحمني يكتب: نحــو حركــة ثقافيــة بأفــق أوسـع
الدكتور عبد القادر الدحمني يكتب: نحــو حركــة ثقافيــة بأفــق أوسـع

مشاهد بريس

مرت المحطة الأولى فيما سمي بمبادرة “احتجاج” المثقفين المغاربة، التي كان قد دعا إليها الروائي والأكاديمي المغربي الدكتور شعيب حليفي، ولاقت تجاوبا مشجعا من قِبَل الرأي العام الثقافي، وتفاعل معها عشرات الكتاب والمثقفين، بالكتابة والنقاش، وبالدعوة إلى ترسيخ يوم 26 مارس من كل سنة يوما “لاحتجاج” المثقفين..

الفكرة كانت خلاقة وجد إيجابية وطموحة، ويبدو أنها ألقت حجرة في البركة الراكدة منذ سنوات عديدة، نتيجة ما اعترى الجسم الثقافي من أعطاب وإنهاك، بسبب السياسات الثقافية المتبعة، التي خنقت مساحة الفعل الثقافي الجاد، وهمشت المثقف، إلى أن ارتضى العديد من المثقفين واقع التهميش، ورضوا بأن يكونوا مجرد “كومبارس” في فيلم كانوا من قبل هم سادة كتابته وإخراجه، طبعا لم تصمت الأصوات الحرة، رغم ندرتها، وظلت وفية لخط الممانعة، لكن حجم ضجيج التفاهة التي تمّ دعمه بسخاء، كان يحجب سماع تلك الأصوات، ويجعل مساحة تأثيرها ضئيلة للغاية.

لا يتعلق الأمر إذا، فقط، حسب ما فهمت من التفاعلات مع النداء، بمجرد تعيين يوم في السنة، يخرج فيه المثقفون ليذكروا الرأي العام بوجودهم، إلى أن يصير الأمر مجرد روتين مكرور، ذا طابع فلكلوري، بالمعنى السلبي للفلكلور، بل يشكل النداء فرصة لطرح الأسئلة الحقيقية عن وضعية المثقف وأدواره في الواقع الجديد، وعن إمكانيات تأثيره ومشاركته، بل ريادته وتنويره..

فهل تم التقاط الإشارة بشكل صحيح، أم أننا سنجترّ أمراضنا السابقة، وندور في نفس منحى الرحى المرسوم من قبل، لتنتهي مطالب المثقفين ورهاناتهم، إلى مجرد المطالبة بتحسين أوضاع هامشية، أو اجترار بعض المطالب ذات الطبيعة الإيديولوجية التي لم تستفق من سباتها لترى الواقع وتنصت لنبض المجتمع وتغيراته؟

أرجو صادقا، أن نخرج من نمطية التفاعل الروتيني البارد، وشرنقة الصالونات المتعالية، لنلتقط المبادرة بعقلية منفتحة، وإرادة واعدة، وبمقاربة استراتيجية تتجاوز مجرد التفاعل المحلي أو الفئوي، وإن كان مطلوبا وله أهميته، إلى رسم خارطة طريق وطنية تعيد رسم أفق ثقافي مشرّف لمغرب جديد.

ولذلك ينبغي في المرحلة الموالية لاجتماعات “الاحتجاج” وتقاريرها، المرور إلى تنظيم أوراش تفكير في المسألة الثقافية، وطرح المداخل الممكنة لاستعادة المبادرة في المجال، ووضع مجموعة من المحددات المساعدة على تجاوز تكرار نفس المداخل الخاطئة، أو إعادة تدوير الأعطاب السالفة، وهو ما يقتضي مثلا:

  • مراعاة خصوصيات الهوية المغربية وتجنب المقاربات الجاهزة للتعاطي معها.
  • الموازنة بين نقد السلطة ونقد المجتمع ونقد الجسم الثقافي.
  • تأجيل المعارك الهامشية الشاغلة وتركيز الجهود على ما هو أساسي.
  • التجرد من النَّفَس السياسوي والحنين إلى الدوغمائية الإيديولوجية.
  • الحرص على التجميع والتنويع والبعد عن منطق التأثيث.
  • تجنب كل ما يمكنه نسف المبادرة أو إضعافها.

د. عبد القادر الدحمني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.