مشاهد بريس
مدينة وجدة مدينة المساجد والزوايا، مدينة الأضرحة والسادات مدينة الناس المحافظين والأولياء الصالحين، سيدي عبد الوهاب سيدي زيان، سيدي ادريس القاضي، سيدي معافة، سيدي يحيى بنيونس، وغيرهم من الأولياء الصالحين.
المنطقة الشرقية، أرض الصالحين، وأرض الأولياء، وغنية بمآثرها وبتراثها المادي، واللامادي، ومدينة وجدة تزخر بآثارها الحضارية وبالعديد من الزوايا والأضرحة التاريخية العريقة المرتبطة بذاكرة ساكنة وجدة، وتعد إرثا روحيا، وإنسانيا مشتركا للجميع، ومنها ما يوجد خارج المدينة ومنها ما يوجد بداخلها سيدي محمد بن زيان سيدي بلال سيدي شعيب سيدي بلقايد سيدي المختار، سيدي بن طيبة سيدي محمد سيدي بوقنادل سيدي محمد بن طالب سيدي بلعباس، سيدي حازم سيدي بولنوار سيدي درفوف، سيدي شافي سيدي ملوك، سيدي مخوخ، سيدي ميمون، سيدي بوهرية، سيدي الهبري سيدي موسى سيدي لحسن سيدي رابح، سيدي مولى عبد القادر الجيلالي وزندافو وغيرهم كثير، لوجدة تاريخ عريق وغنية بموروثها الثقافي المتنوع وبتراثها الديني المشترك وغير بعيد عن ضريح الوالي الصالح سيدي يحيى بنيونس وعلى مستوى منطقة أنكاد الحدودية شرق وجدة، يوجد عدد مهم من الآثار، والأضرحة العريقة التي طالتها قرون من الإهمال والتهميش ومنها من أزيلت آثاره ولم يعد معروفا لدى الأجيال ومنها ما هو في طريق الطمس والإندثار أو مازالت تقاوم عوامل الزمن وهي أضرحة وسادات لها امتداد تاريخي عريق وتعرف بأسمائها الخالدة سيدي الحاج أحمد سيدي محمد سيدي محند سيدي البياع سيدي حمو تراري سيدي محند الصغير، سيدي محمد بلفضيل سيدي عيسى سيدي ميمون سيدي الشيخ، سيدي بوعروس، سيدي نزار سيدي بوبنات، سيدي المكي، سيدي جابر سيدي مولى عبد القادر سيدي بنعيسى سيدي لخضر سيدي قدور سيدي البكاي سيدي عبد الله، والقائمة طويلة ولا يمكن ذكرهم كلهم.
أضرحة وروضات ومقابر وسادات مواقع ومآثر عريقة يفوح منها عبق التاريخ، متناثرة بدواوير المنطقة الحدودية بأنكاد، ولا يخلو منها دوار، تعد تراثا استثنائيا، موروثا عن السلف، ومثالا لروابطنا التاريخية، ورمزا من رموز حضارتنا، الثقافية والإسلامية، وتندرج ضمن، التراث اللامادي، لمدينة وجدة، والمنطقة، وربما قد تبدو لا شيء، ولكن لا يمكن استصغارها بأي شكل من الأشكال، فهي تلك الرموز التاريخية للمنطقة، وذلك الموروث الثقافي العريق، لوجدة المنسي المهمش، وقد تدخل في التاريخ المجهول، فلا نعرف عنها شيئا ما عدا أسماءها فبعد انصرام السنين ورحيل مشايخ المنطقة إلى مثواهم الأخير لا يوجد من يحكي عن واقعها ويروي تاريخها للأجيال وحتى وزارة الثقافة لا تعلم عنها شيئا، وهذه السادات أو الأضرحة، بعضها تضم مقابر منسية، اشتقت أسماءها من مدافنها ومنها من تعرضت للإندثار، وهو طمس للتاريخ، كما أن أغلب هذه السادات مدفون بها كنوز عتيقة لكن تم السطو على أغلبها بل على كلها، بحيث يتم استخراجها ليلا بطرق خاصة، وتعرف نوعية هذه الكنوز، حسب أحجام الحفر، التي تظهر فجأة، بعد طلوع الشمس فمنها من تبدو كأحجام صناديق على شكل مربع أو شكل مستطيل ومنها ما تظهر على شكل جرة ومن هذه الكنوز ما هو مدفون بعمق يتجاوز المتر، ومنها ما هو مدفون على وجه البسيطة، ولا يحتاج سوى إلى قليل من النبش.
ولإذكاء الرصيد والتراث الثقافي اللامادي لمدينة وجدة، وحمايته من الإندثار، يجب رد الإعتبار، لهذه الرموز التاريخية، والعناية بها وإعادة ترميم، ما يستحق منها، وتأهيل المعالم، التاريخية الأثرية العريقة، وتوثيقها في صور ولوحات، وتسجيلها في كتب، تحفظ التراث التاريخي والثقافي، وهذا الأمر يتطلب بناء متحف كخزان للذاكرة الجماعية، وللمعلومة التراثية، ويخصص للصور والخرائط التي ترمز، إلى هذه المواقع الأثرية، ويكون المتحف كألبوم صور وخزانة كتب تؤرخ تاريخ المنطقة وحضارتها، وتحافظ على المآثر التاريخية والمناظر والكتابات والتحف الفنية والمخطوطات بغية حفظ ذاكرة الشعوب الجماعية وعرضها للعموم وأن يكون المتحف فضاء استقبال، وترفيه طبيعي وثقافي، ونقل ذاكرته، إلى أجيال المستقبل، وقد يليق بناء مقر المتحف بواحة الوالي سيدي يحيى بحكم موقعه الأثري، ولقربه من الرموز الأثرية المتفرقة بالمنطقة الحدودية، وبحكم أن ضريح سيدي يحيى له تاريخ عريق، ويعتبر تراث روحي، وديني مشترك، ويحضى بزيارات، من داخل المغرب وخارجه، وكاليهود والنصارى، وخاصة في الزيارات الموسمية، ما سيعزز المقومات السياحية للمنطقة ويمكن لكل زائر لواحة سيدي يحيى، أن يعرج على المتحف، ليكتشف الآثار التاريخية، والدينية التي تتميز بها المنطقة وسيعطي المتحف للذاكرة مكانتها والعناية بالمعالم الأثرية، وبالتراث اللامادي لمدينة وجدة ومنطقة أنكاد.
