دروس لأفريقيا بعد القرار التاريخي لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية

2020-08-18T08:24:21+00:00
2020-08-18T08:24:23+00:00
طب وصحة
admin18 أغسطس 2020wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ سنتين

مشاهد بريس

بعد 43 شهرًا من التقييم سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بتسويق ايكوس IQOS في الولايات المتحدة كمنتج تبغ معدل الخطورة (MRTP) الذي هو بمثابة نظام تسخين كهربائي للتبغ من شركة فيليب موريس الدولية (PMI)، كماذكر الموقع الإخباري الإفريقي All Africa .

يعتبر هذا القرار المرة الأولى التي تمنح فيها الوكالة الموافقة على طلبات تسويق لمنتج تبغ معدل الخطورة MRTP بإعتباره بديل إلكتروني للسجائر. حيث رأت أن جهاز “ايكوس IQOS يتناسب وأهداف تعزيز الصحة العامة وسيكون له الأثر الإيجابي على صحة الساكنة ككل”.

جاء هذا القرار بعد مراجعة علمية لأكثر من مليون صفحة من الأدلة التي قدمتها شركة فيليب موريس الدولية PMI، كما أخذت في الإعتبار الدراسات المستقلة كذلك. إذ خلصت الوكالة الفيدرالية إلى أن منتجات التبغ التي لا تحدث فيها عملية الإحتراق مثل ايكوس IQOS تختلف عن السجائر من خلال تقليل تعرض الجسم للمواد الكيميائية الضارة أو التي يحتمل أن تكون ضارة.

تتماشى هذه النتيجة مع النتائج السابقة للهيئات التنظيمية والعلمية، خصوصاً في المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا، الذين وجدوا أن مستويات المواد السامة والضارة التي تنبعث من منتج ايكوس هي أقل من نظيرتها المنبعثة في السجائر المشتعلة.

وبالنظر إلى أن التدخين يقتل أكثر من سبعة ملايين شخص في العالم كل سنة، فإن قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يتيح فرصة للصحة العامة لمكافحة وباء التبغ العالمي. إن تشجيع التحول السريع من تدخين السجائر التقليدية إلى بدائل وحلول مثل ايكوس IQOS للمدخنين البالغين الذين لم يستطيعوا أو يرغبون في الإقلاع عن التدخين -يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح.

نلاحظ أن إستهلاك السجائر يتزايد بسرعة في إفريقيا وأن عدد الوفيات آخذ في الإرتفاع في الوقت الذي إنخفضت فيه معدلات التدخين في الدول الغنية إلا أنها تزايدت في البلدان الفقيرة. وبالتالي، يمكن إستخلاص الدروس من قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والهيئات التنظيمية المماثلة في أوروبا.

في الواقع، من غير المرجح أن يؤدي إتباع نهج دغمائي لمكافحة التبغ يدين جميع منتجات التبغ بإعتبارها ضارة بالصحة العامة إلى تقليل الآثار الضارة للسجائر في العالم اليوم. في المقابل، يمكن لقرار تنظيمي قائم على الأدلة والذي يأخذ في الإعتبار تقنيات الحد من الضرر الجديدة أن يساعد في تشكيل سياسات عامة فعالة تهدف للحد من مخاطر التدخين.

وفي الأخير، يجب على البلدان تضمين مسألة الحد من الضرر في ترسانتهم الخاصة بتدابير مكافحة التدخين وإشراك أصحاب صناعة التبغ في إيجاد أفضل الوسائل لجعل المنتجات الجديدة متاحة على نطاق واسع للمدخنين البالغين الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين أو لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين، وربما زيادة الضرائب على السجائر التقليدية وخفضها بشكل كبير على المنتجات المنخفضة المخاطر.

في عالم مثالي، سيتجنب البشر جميع المواد غير الضرورية التي تؤثر سلبًا على صحتهم. لكن لسوء الحظ، هذا ليس هو الحال وربما لن يكون كذلك أبدًا، إذ يتطلب الأمر شجاعة وإرادة سياسية، ولهذا فمن الضروري أن تتبنى الصحة العامة تدابير لتقليل المخاطر على أكثر من مليار مدخن في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.