فتنة البياض وتحدي البرد والعزلة بتازة

2021-01-12T18:41:01+00:00
2021-01-12T18:41:04+00:00
مجتمع
Bouasriya Abdallah12 يناير 2021wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ سنتين
فتنة البياض وتحدي البرد والعزلة بتازة

مشاهد بريس

كلما أوغل الخطو في الضواحي الخلفية لإقليم تازة، ازدادت هيمنة البياض. معطف ثلجي يلف المكان ليرسم بطاقة سفر ساحرة شكلتها التساقطات القياسية التي همت مناطق كثيرة من الإقليم إسوة بعدد من أنحاء المملكة على مدى أيام عدة.

على طريق باب بودير، بضعة كيلومترات عن مدينة تازة، يمتد المسار المتعرج الذي يخترق المرتفعات المتاخمة من بوهدلي إلى بويبلان، الشاهق على علو ينيف على 3000 متر. ولأن الثلج صديق الأعالي، فإنه كلما تقدمت الطريق الجبلية، توارت تحت سطوة الجليد تنويعات الألوان الطبيعية من خضرة أشجار الفلين والصنوبر الى الأسطح الفضية للصخور.

حركة الأهالي تقل بفعل صعوبة المسالك وانقطاع عدد من المحاور لكن بعضهم ييتجشم الحركة، مستندا على الدواب التي تكابد الرحلة انحدارا وصعودا، حين تفرض الضرورة التزود بحاجيات أساسية من المحلات المتواجدة في مراكز الجماعات. منهم من يصاحب أطفاله في يوميات الذهاب الى المدارس البعيدة خوفا من عواقب الفصل الذي يصادف كرم السماء، بينما كلاب ضالة تحتفل في بركة مجمدة على طريقتها بهذا المشهد الموسمي، كأنها فرحة بخلو الفضاء وانزواء الناس في بيوتهم بحثا عن دفء نار تأكل الحطب المذخر لهذه الأيام.

ينبهر الزائر بالمنظر الطبيعي للبساط الذي جدد وجه الأمكنة، لكن الطقس البارد وشلل التواصل بين بعض المناطق يفاقم معاناة الأهالي على المستوى الصحي والاقتصادي، ولو أن المبادرات التضامنية التي تستهدف ساكنة المناطق المعرضة لموجات الصقيع تخفف منها.

من مقطع طرقي إلى آخر، تنتشر بعض حواجز الثلج المحروسة وآليات التشوير التي تحد من حركة النقل في اتجاهات قد تكون خطرة أو غير سالكة، بينما تجندت السلطات المختصة لفتح المحاور الطرقية المغلقة في تدخل نفذته فرق التدخل، تحت اشراف لجنة اليقظة والتتبع الاقليمية. شاحنات كاسحة للثلوج وآليات للتسوية وجرافات تجوب النقاط السوداء لفك العزلة عن التجمعات السكنية النائية وتفكيك الحواجز البيضاء التي وإن كانت تطرح على الأهالي مصاعب في تدبير حياتهم وعلى السلطات تحديات للتعبئة والتدخل السريع والوقائي، فإنها تسعد الجميع بما يترتب عنها من تدفق مائي ينعش حقينة السدود ويغذي الفرشات الباطنية.

ثلج وبرد ومطر.. صيب نافع في منطقة فلاحية بامتياز، وإن زخرت بمعالم وفضاءات مدهشة عذراء كفيلة بتحقيق جاذبية سياحية مستدامة يتطلع اليها شباب المنطقة والفاعلون الاقتصاديون والجمعويون.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.