فيروس كورونا يدخل قطاع الأعراس والحفلات بين الأزمة والأمل

2020-08-08T01:27:23+00:00
2020-08-08T01:32:25+00:00
مجتمع
admin8 أغسطس 2020wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ سنتين
فيروس كورونا يدخل قطاع الأعراس والحفلات بين الأزمة والأمل

مشاهد بريس

يعيش قطاع الحفلات العائلية، الذي ينتعش عادة خلال فترة العطلة الصيفية، حالة من الركود الناجمة عن تفشي جائحة (كوفيد-19) وما ترتب عنها من إلغاء للحفلات أو تأجيلها إلى حين، مما يهدد بتفاقم أزمة هذا القطاع الموسمي غير المهيكل.

وحسب حسن دوش، الكاتب العام للفيدرالية المغربية لمموني الحفلات، فإن قطاع تنظيم الحفلات العائلية تضرر بشكل كبير بعد توقف نشاطه كليا وبشكل مفاجئ.

وأبرز دوش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا القطاع يخلق ملايين فرص الشغل، مشيراً إلى أن الخسائر المالية المترتبة عن هذا التوقف تحملها بشكل مباشر قطاع تنظيم الحفلات، الذي يضم مهنا نظامية وغير نظامية من الموروث المغربي المرتبط بالأعراس.

من جهتها، قالت مونيا بنجلون، مسيرة شركة متخصصة في تنظيم الأعراس، إن مجال حفلات الزفاف بالمغرب يقوم على سلسلة من “المهن الصغيرة” المعقدة والمترابطة فيما بينها، بحيث يعتمد إزدهار مهنة على إزدهار أخرى.

وأشارت إلى أن فن وطقوس حفلات الزفاف هي قطاع يتم ضبطه من طرف مجموعة من الأفراد، من بينهم المكلفة بتزيين العروس “النكافة”، التي تضطلع بدور هام في إنجاح حفل الزفاف.

وكشفت بنجلون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم حفل زفاف واحد له آثار مالية مهمة على أكثر من خمسين شخصا، لهم صلة من بعيد أو من قريب بهذا الحدث.

وتابعت أن تنظيم حفل زفاف يجمع العديد من المتدخلين الذين يعملون بشكل تسلسلي، مثل “تأثير الدومينو”، موضحة أن التوقف التام لأنشطة هذا القطاع، منذ 14 مارس الماضي أثر على القطاع بأكمله، والذي هو في الأساس قطاع موسمي وجل أنشطته غير مهيكلة.

وأضافت بنجلون أن الوضع مقلق للغاية بالنسبة لجميع مهنيي القطاع، مشيرة إلى أن بعض المهنيين لا يزالون يقاومون تبعات هذا التوقف بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك بيع الممتلكات، فيما إضطرت فئة أخرى إلى إعلان إفلاسها مع تواصل هذه الأزمة.

ولاحظت مسيرة “دار بنجلون” أن تداعيات هذه الأزمة كانت مضاعفة، حيث أن الفترة الممتدة من يناير إلى فبراير هي فترة إستثمار بالنسبة لمهنيي القطاع، الذين يتنافسون فيما بينهم من أجل إقتناء المعدات الضرورية وتقديم الطلبيات للصناع التقليديين، ليحظوا بأفضل الزرابي والطاولات والكراسي لتزيين قاعات الحفلات، وآخر صيحات “القفطان” لجذب الزبناء، إستعداداً للموسم الجديد للأعراس الذي ينطلق عادة في أبريل، إلا أنهم إضطروا لتحمل تكاليف هذا الإستثمار من دون نتيجة تذكر.

ودعت بنجلون، في هذا السياق، إلى إنعاش طفيف لأنشطة القطاع، مضيفة أن “الحكومة قامت بعمل كبير في مجال مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، من خلال تنفيذ إجراءات صارمة، ولكن العمل على إنعاش طفيف لأنشطة قطاع تنظيم الحفلات، مع الحرص على إحترام تدابير التباعد الإجتماعي، سيشكل ” خلاصا ” لفئة كبيرة يعد هذا القطاع مصدر عيشها الوحيد. وفي السياق ذاته، قالت المكلفة بالتواصل بوكالة متخصصة في تنظيم الأعراس، سحر المعزوزي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الفترة منخفضة النشاط التي تزامنت مع الحجر الصحي، خصصت لإصلاح وتجديد قاعات الأفراح وكذا للإستعداد للطلبيات القادمة التي تتطلب إستثمارات كبيرة.

ودون الخوض في أرقام الخسائر الناجمة عن التوقف التام لأنشطة القطاع جراء أزمة كوفيد-19، أشارت السيدة المعزوزي إلى أن هذه الأزمة العالمية عصفت بالقطاع بأكمله دون تمييز.

وأبرزت أن غالبية الزبناء “لا يستطيعون الإحتفال بالأعراس دون وجود أفراد عائلاتهم إلى جانبهم، مشيرة إلى لجوء بعض المهنيين إلى بيع معداتهم لتغطية التكاليف المستمرة، في حين مكن تنويع الخدمات بعضهم من تخفيف وقع الأزمة، في الوقت الذي وجد فيه آخرون أنفسهم في مواجهة خسائر كبيرة.

وهكذا، أعربت السيدة المعزوزي عن أملها في إنعاش أنشطة القطاع، ولو بشكل طفيف، في إحترام تام للتدابير الصحية، خاصة أمام أزمة “المهن الصغيرة للقطاع”، ولاسيما الفرق الموسيقية و”النكافات” والصناع التقليديين وصناع الحلويات وغيرهم…

وعلى الرغم من تعدد موجات التضامن إبان هذه الأزمة الصحية، فإن القطاع يعيش على وقع الجمود والشلل التام، من خلال التحول نحو أزمة إقتصادية بدرجات متفاوتة.

وبالنسبة ليوسف شمس الدين، قائد فرقة موسيقية لتنشيط حفلات الزفاف، فإن تعقيدات هذه الأزمة تتمثل في كون 5 أشخاص من مجموعته التي تضم 17 فردا، يعتمدون بشكل مباشر على مداخيل هذا النشاط الموسيقي.

وأبرز شمس الدين في هذا الصدد، أن الركود خلق موجة تضامن مع الأشخاص الذين لا يتوفرون على مصدر دخل آخر ، معربا عن أمله في إستعادة القطاع لعافيته بعد إنتهاء الأزمة الصحية.

ولعبت الأزمة الصحية التي تجتازها المملكة دورا هاما في الكشف عن خصوصيات قطاع تنظيم الأعراس، من خلال إبراز سلسلة من “المهن الصغيرة” الهشة والمترابطة فيما بينها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.