“” بين الحكمة و التسرع في إصدار الأحكام المسبقة مسافة وعي””

2020-12-14T09:20:56+00:00
2020-12-14T09:20:57+00:00
كتاب الرأي
Bouasriya Abdallah14 ديسمبر 2020wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ سنتين
“” بين الحكمة و التسرع في إصدار الأحكام المسبقة مسافة وعي””
“” بين الحكمة و التسرع في إصدار الأحكام المسبقة مسافة وعي””

عيسى هبولة

كتبت الشاعرة “أمينة إيقيس” مقالة حول الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وما تلاه من تطوير للعلاقات بين المغرب وإسرائيل تحت عنوان “” بين الحكمة و التسرع في إصدار الأحكام المسبقة مسافة وعي””.

وقالت “إيقيس”، وهي أستاذة موسيقى وفاعلة جمعوية بأكادير، بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء
و ما تلاه من متغيرات فيما يخص العلاقات بين المغرب و إسرائيل ، تحول بعض المغاربة إلى فقهاء في السياسة الدولية و رأيتهم بأم العين و القلب و الوطن جهابذة لا تغمض لهم العين و الروح عن الحكمة و البصيرة و بعد النظر ، و تحولوا بقدرة قادر إلى مكتبات متنقلة وازنة في العلوم السياسية و أصبحوا مقاتلين بالفطرة على مختلف الجبهات الدبلوماسية و محللين إستراتيجيين برتبة قناص للمعلومة و هي طايْرة .

أعادوني بعواطفهم الجياشة و البريئة إلى ما قبل إتفاق أوسلو عندما كنا بالجامعة نصرخ :
فلسطين عربية ، لا حلول إستسلامية .

تغير التاريخ و تغيرت الأحداث و آستسلم و آعترف الطرف الفلسطيني بدولة إسرائيل و حل الدولتين ، و وقفنا مذهولين غاضبين من هول الصدمة ذهبت هتافاتنا سدى و قلنا مع محمود درويش : نحتاج الحقيقة عندما نريد تصليح الخرائط و الخطط .

ما قبل إتفاق أوسلو و ما بعده مسافة دولة هي دولة إسرائيل معترف بها من الطرف الفلسطيني ، هل كنا معهم هناك بأوسلو و شتمناهم و إتهمناهم بالتطبيع و المهادنة و الاستسلام ؟؟؟
هل حرضنا الفصائل الأخرى الرافضة للإتفاق ضد حركة فتح و قلنا لها : عليها يا فصائل مزقوها إرباً إرباً ؟؟؟
هل قطعنا معهم العلاقات عندما سمعناهم و رأيناهم بأم العين و الروح التي كانت دائماً معهم ، يدافعون بشغف و شراسة عن وهم كسيح إسمه البوليساريو، بل و ذهبوا أبعد من ذلك و آتهمونا بدولة الإحتلال في مختلف خطاباتهم بالجارة الجزائر أو في محافل دولية أخرى ؟؟؟؟
كنا أكثر من صبورين و حكماء بثقل عمقنا التاريخي و الجغرافي الوازن ، لم نأتي من فراغ ، و لم نتوسل الصدقات من باب أحد ، كتبنا تاريخنا بدم القلب و دمع العين و مازلنا نكتبه ، نحن لا نستجدي النور من أحد لأنه ينفجر دائماً من أعماقنا و من أعماق أعماقنا . كنا السباقين لمناصرتهم في الأزمات و وسطاء غفورين كلما إستدعت الضرورة ذلك ، فهل من دَين علينا لأحد ؟؟؟؟
هل نحن مجبرون على تبرير قرارتنا السيادية التي هي بمتابة أسرار دولة تمضي جاهدة لتصون حدودها من الإخوة الأعداء ؟؟؟

هل يُصنع التاريخ بالعواطف الجياشة أم بالعواصف المشبعة بالعلم و المعرفة و حكمة البصيرة ؟؟؟
هل من الممكن أن نقود بالعقل المحض جماهير عنيفة لا تتحرك إلا بالعواطف و الأهواء و الأحكام المسبقة ؟؟؟
طوال العمر رفعنا الدعاء ليشتت الله شمل إسرائيل
و إسرائيل تتقدم و تتطور بقوة العقل و الإبتكار
حتى أضحت كل الدول العربية بل و العالمية التي تفكر في تحقيق أمنها الغدائي أول المستهلكين لأحدث المنجزات و التقنيات الزراعية الثورية التي إبتكرتها إسرائيل
هل رفعنا شعار لا للتطبيع مع إسرائيل عندما تبنت وزارة الفلاحة المغربية تقنية السقي (gouttes à gouttes) و تقنيات أخرى التي هي من صنع و إبتكار إسرائيل ؟؟؟
هل صرخنا في وجه الفلاحين المغاربة ألا يستعملوا التقنيات الإسرائيلية الصنع في مجال الزراعة و السقي بحجة لا للتطبيع مع العدو الإسرائيلي ؟؟؟؟
إسرائيل موجودة في حياتنا بقوة عقلها المبتكر و لا بديل لنا عنها سوى بثورة في العقول لا البطون.
من يريد أن ينتصر على إسرائيل فلينتصر عليها بقوة العقل و الإبتكار حتى لا يحتاج إليها و لتقنياتها الزراعية ليضمن أمنه الغدائي.

كم نحن عنيفين و سريعي العطب تأخذنا الشعارات إلى سابع السماوات، ثم تطرحنا أرضاً و نستمر بالرقص حول لهيبنا الداخلي كالهنود الحمر ، نتغير كثيرا و نعتاد على رجم المرايا كي لا يُفتضح أمْرنا و أمَرُّنا !

الشعارات و السجالات الفارغة و العواطف الجياشة لا تصنع موقفاً رزيناً و رصيناً، لا تصادروا حق المستقبل في أن يفاجئكم .

المغرب هو الدولة الوحيدة التي أعلنت عن فتح القنوات الديبلوماسية مع اسرائيل ، التي كانت قائمة من قبل ، بشكل مشروط و واضح و رسمي ألا و هو ضمان حق الفلسطينيين في إطار حل الدولتين .

لحد الآن لم يتخلى المغرب و لم يتنازل عن مناصرته للقضية الفلسطينية العادلة والإنسانية وإن غداً لناظره لقريب.

و أخيراً كل ما أعرفه و بقوة الإيمان الراسخ في القلب و الروح كمغربية تعتز ببلدها
و بمغربية الصحراء الأمس ، اليوم ، غداً ، دوماً و أبدا .

فلسطين في القلب و بلدي الذي يجري فِيَّ مجرى النَّفَسْ لم أراه يوما مناصراً لظلم فلسطين و لا مدافعًا شرساً عن تهويدها
و حتى هذه اللحظة مازال متشبتاً بالقدس كعاصمة أبدية لدولة فلسطين و ضرورة إحترام تعددها الديني كواجب إنساني
التريث في إصدار الأحكام المسبقة فضيلة
و تخوين الوطن رذيلة و كثرة البراهين تضجر الحقيقة لأن الحقيقة أخت الوقت تطبخ على جمرات هادئةو هي ثورية بطبعها لا تقبل المهادنة !

كونوا عقلاء يا معشر المتسرعين الشرفاء
و بذكاء المُصِرين على إنتصار العقل
تريثوا لعلكم تعقلون .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.