نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري المستدام بالدار البيضاء

2021-07-22T12:44:00+00:00
2021-07-22T12:44:03+00:00
جهويات
Bouasriya Abdallah22 يوليو 2021wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ سنة واحدة
نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري المستدام بالدار البيضاء

مشاهد بريس

بالدار البيضاء القطب الاقتصادي الأول بالمملكة، كانت الحاجة ماسة إلى تدخلات نوعية وناجعة، لإطلاق نظم مستدامة للنقل الحضري، بعد تسجيل اختلالات تدبيرية في هذا القطاع دامت لسنوات عديدة، أثرت نسبيا على جاذبية المدينة إن على المستوى الاقتصادي أو حتى التنموي.

ويعزى السبب في ذلك، إلى تنامي مشكل الازدحام المروري وتنامي ملوثات الهواء نتيجة استخدام وسائط نقل ملوثة وغير صديقة للبيئة.

وفي هذا الإطار، شهدت المدينة مطلع العام الجاري، نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري، بعد دخول أسطول جديد من الحافلات العصرية الخدمة، يضم نحو 450 حافلة جديدة، تابعة لشركة “ألزا” نائلة صفقة التدبير المفوض لهذه الخدمة العمومية.

وكلف نشر هذا الأسطول الجديد، استثمارات ضخمة بملايير الدراهم وذلك من أجل تأمين نقل مريح وجيد يستجيب لتطلعات ساكنة الدار البيضاء ويؤهل العاصمة الاقتصادية للمملكة للارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى.

وتتميز الحافلات الجديدة، التي يبلغ طولها 12 مترا، بمراعاتها للاحتياجات الخاصة للأشخاص في وضعية إعاقة، كما أنها تؤمن شروط الراحة للمرتفقين وذلك بتوفيرها لمقاعد مريحة ووسائل تكييف عصرية.

وتتوفر هذه الحافلات العصرية على كل مقومات الراحة التي تغري الركاب بارتيادها. كما أنها ساعدت على محو تلك الصورة القاتمة وذاك الانطباع السيء الذي تولد لدى البيضاويين ولسنوات عديدة نظير معاناتهم من تدني خدمات النقل الحضري.

يقول سعيد فكري وهو فاعل مدني بمنطقة عين السبع في تصريح مقتضب لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن ساكنة الدار البيضاء، كتب لها أخيرا أن تنعم بوسائل نقل حضري حديثة تحترم شروط التنقل المستدام.

وأضاف “بعدما عانوا كثيرا من سوء تدبير خدمة النقل الحضري، أصبح بإمكان البيضاويين أخيرا ارتياد حافلات جديدة تم التعهد بتوفيرها منذ التوقيع في أكتوبر 2019، على عقد التدبير المفوض.

من جهته، أكد أحمد مفكر وهو مواطن يستقل يوميا حافلات النقل العمومي، للوصول إلى مقر عمله، بعين الشق، في تصريح مماثل أن

ساكنة الحاضرة الاقتصادية، وخاصة الفئات الاجتماعية منها، تنفست الصعداء أخيرا، بعدما واجهت في السابق إكراهات جمة، نظير ارتيادها حافلات مهترئة تابعة لشركة “مدينة باص” والتي غالبا ما كانت تتعرض لأعطاب على قارعة الطريق، الشيء الذي كان يطرح مشاكل للمرتفقين تحول دون وصولهم لوجهاتهم في وقت ملائم.

وكان المدير العام لشركة “آلزا البيضاء” المهدي صفوان، قد أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدفعة الأولى من الحافلات الجديدة يرتقب رفع عددها إلى 700 حافلة مع متم سنة 2021.

وأضاف أن هذه الحافلات مجهزة بكاميرات ذات تقنية عالية، لرصد كافة الحركات والتحركات التي تخل بالنظام الداخلي لهذه الناقلات العمومية، وذلك إسهاما في تأمين سيرها العادي في ظل ظروف آمنة ومريحة.

وأشار إلى أن خدمة “حافلات البيضاء” ستعتمد على شبكة مهيكلة سيتم من خلالها الربط بين مختلف الجماعات الترابية التابعة للمدينة عبر شبكة متكاملة ومرتبطة بمختلف خطوط النقل عبر الطرامواي مما سيسهل عملية تنقل المرتفقين على مستوى تراب الدار البيضاء.

وحسب دراسة قام بها مجلس جماعة الدار البيضاء، فإن الساكنة البيضاوية تقوم بما مجموعه ستة ملايين رحلة يوميا 62 في المئة منها تنقلا على الأقدام و25 في المئة عبر السيارات و13 في المئة، فقط عبر وسائل النقل الجماعي، وهو ما استدعى ضرورة إرساء سياسة تنهض بالنقل العمومي في أفق اضطراد الطلب خلال السنوات المقبلة.

ومن البديهيي أن الاختلالات التي شهدها تدبير قطاع النقل الحضري بالحاضرة الاقتصادية، منذ سبعينيات القرن الماضي، أعاقت إلى حد كبير النهوض بالتنمية المحلية، بحكم أن تعزيز الارتباط عامل أساسي وحاسم للارتقاء بالتنقلات الحضرية بالدار البيضاء الكبرى.

ويظل تحقيق الاستدامة واعتماد تدبير أمثل للتخطيط الحضري شرطا حقيقيا للنهوض بالتنمية المحلية إن تعلق الأمر بتأهيل وتطوير المناطق المخصصة للأنشطة الصناعية أو ارتبط بالارتقاء بأنشطة الخدمات بمختلف عمالات الدار البيضاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.