هل ستفقدُ ألمانيا تعاونها مع المغرب كشريك أمني استراتيجي

2021-05-11T11:05:06+00:00
2021-05-11T11:05:14+00:00
خارج الحدود
Bouasriya Abdallah11 مايو 2021wait... مشاهدةآخر تحديث : منذ سنتين
هل ستفقدُ ألمانيا تعاونها مع المغرب كشريك أمني استراتيجي

مشاهد بريس

أصبح التوتر الدبلوماسي والسياسي الحالي بين المغرب وألمانيا ، وتحديداً ارتباطه بتسريب بيانات أمنية واستخباراتية ، “حساسة” كما وصفه بيان وزارة الخارجية المغربية ، الذي أشار في مضمونه إلى أن هناك احتمال كبير خسارة برلين لشريكها في الإستراتيجية الامنية والذي سبق أن أنقذها من ويلات التهديدات الإرهابية ومن هجمات دامية.

وللمغرب تأثير كبير على القضايا الأمنية والهجرة الغير النظامية في المنطقة ، لا سيما في علاقته بأوروبا ، وهو ملتزم بالتعاون مع أوروبا في إطار أوسع من العلاقة التي توحده مع ألمانيا وفق للتعهدات الإتفاقيات المبرمة .

وبهذا المعنى ، فإن المملكة المغربية تدير هذا الملف الإقليمي ولديها الأدوات اللازمة للضغط وإشراك الاتحاد الأوروبي في هذه الأزمة مع ألمانيا ، بدءًا من التعاون في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب ، فضلاً عن الهجرة الغيرالنظامية( السرية )
و بالنظر إلى برلين نجد كونها تمس إحدى أعظم نقاط قوتها في نسيج العلاقات الدولية ، وتتعلق بمجالات الأمن والاستخبارات بسبب عدم تمكنها من فهم كيفية تدبير ظواهر أساسية التي تربط علاقتها مع المغرب . كما اعتمد المغرب على قرارات تدريجية ذات سلوك دبلوماسي نوعي ، تمثلت في قطع الاتصال بالسفارة الألمانية في المغرب وهيئاتها الموازية و التعاونية التابعة لسفارة ألمانيا بالرباط ، اعتبارًا من 1 مارس 2021.

ولأن موقف ألمانيا من ملف الصحراء سلبي ومنحاز بشكل مباشر للكيان الوهمي (البوليساريو) لإرتباط مصالح ألمنيا بإسبانيا والجزائر ومحاولتها إبعاد المغرب عن القضية الليبية ، كان من مسببات أزمة اشتدت توترا بعد “تحويل معلومات أمنية حساسة قدمتها الأجهزة المغربية إلى نظيرتها الألمانية”. هذه الممارسة لا تتماشى مع الاتفاقات والعلاقات الدولية في هذا الشأن ، ولا مع طبيعة العلاقات المغربية الألمانية التي لها بعد تاريخي.

كما نشرت النسخة الرقمية من أسبوعية “The Spiegel” الألمانية مقالاً بعنوان “كيف يغذي مستخدم YouTube الأزمة بين ألمانيا والمغرب” ، في إشارة ل 《محمد حاجب 》، المعتقل السابق في المغرب بتهم الإرهاب بين عامي 2010 و 2017 ، والمقيم الآن في ألمانيا ، في دويسبورغ. يبث هذا الإرهابي المغربي الأصل البالغ من العمر 40 عامًا مقاطع فيديو على المباشر ينتقد من خلاله السلطات المغربية على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به.ثم تطورت هذه الخرجات لتصبح تحريض ثم فتاوى تحث على القتل بإسم الدين الإسلامي وقد وُجه هذا الخطاب التحريضي لفئة معينة، هي الفئة المضطربة نفسايا التي تُقدم على الإنتحار بالمغرب في خطوة (ذكية) يمكن الا أن نقول عنها استخباراتية سيكولوجيا من حيث الهدف والإختيار.

وتتهم وزارة الخارجية المغربية السلطات الألمانية بـ “التواطؤ مع محكوم سابق في أعمال إرهابية ، لا سيما الكشف عن معلومات حساسة نقلتها أجهزة الأمن المغربية”. من الصعب الآن التكهن بالمسار الذي ستسلكه العلاقات المغربية الألمانية ، والتي يجب أن تجد القنوات الأنسب للحوار ومن ثم مواصلة التعاون بينهما ، والذي لا يزال مهمًا وأساسيًا في العلاقات الثنائية بين البلدين.

كما أنه من الصعب الحصول على فكرة شاملة و كاملة عما حدث ، حيث أن الكثير من البيانات تكون غير متوفرة لوسائل الإعلام أوالصحفيين وحتى الأكاديميين والمحللين ، لكن هذه القضية تظل مسألة خطيرة ومتسقة مع المؤشرات التي صدرت في الماضي ، مثل استياء الرباط من مهام السفير الألماني ، الذي قد يتم استبداله قريبًا لتخفيف حدة التوتر ، أو ازدراء جهود المغرب في مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال من قبل مجموعة العمل المالي (فاتف) ، التي يرأسها الألماني” ماركوس بليير”.

ومن السابق لأوانه التكهن بكيفية تطور الفصول القادمة من هذه الأزمة ، الأمر الذي سيكون له علاقة كبيرة بالمشاورات التي ستُعقد مع سفيرة المغرب في برلين ، السيدة زهور العلوي.

منظمة (فاتف) أو (FATF) :

هي مجموعة العمل المالي (بالإنجليزية: Financial Action Task Force)‏ (ويختصر: فاتف “FATF”)، هي منظمة حكومية دولية مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، أسست سنة 1989م، وتهدف مجموعة العمل المالي لمحاربة تزوير العملات وتمويل محاربة غسل الأموال وانتشار التسلح وتمويل الإرهاب ، ولديها 37 عضواً في المنظمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.