منظمة تنقذ الخيول قبل تحولها طعاماً للفرنسيين والبلجيكيين

2022-12-28T19:26:31+00:00
2022-12-28T19:26:34+00:00
خارج الحدود
Bouasriya Abdallahمنذ 23 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 23 ثانية
منظمة تنقذ الخيول قبل تحولها طعاماً للفرنسيين والبلجيكيين

مشاهد بريس

تسعى منظمة غير حكومية في الأوروغواي إلى إنقاذ الخيول قبل أن تتحوّل طبقاً على موائد الفرنسيين والبلجيكيين، بشرائها قبل ذبحها في المسالخ التي زاد نشاطها بنسبة 60% عام 2021، علماً أن الدولة الأمريكية اللاتينية تصدّر كامل إنتاجها من لحوم الأحصنة لأن مواطنيها لا يأكلونه.

وترعى خيول خوان بابلو بيو الأربعة في مزرعته الواقعة في بان دي أزوكارعلى بعد مئة كيلومتر شرق مونتيفيديو، غير آبهة بالمصير المأسوي الذي كانت ستلقاه. ويقول صاحبها “لا أعتقد أننا سنغيّر العالم من خلال خطوتنا هذه، لكننا نفعل، على الأقل، بما تتيح لنا قدراتنا”.

ويضيف “نحن نغيّر حياة الحيوان الذي بدوره يغيّر حياتنا”.

وخوان بابلو بيو هو أحد الأوائل الذين تبنّوا الخيول بواسطة منظمة Santuarios Primitivo التي منذ إنشائها عام 2019 أنقذت 250 حصاناً استقبلتها نحو 70 مزرعة خاصة.

إنقاذ الأحصنة

وبمجرد أن تصبح الخيول بأمان، تتولى المنظمة البحث عن “أماكن محمية” لتقضي الأحصنة فيها بقية حياتها. وبعد إنقاذها من المسلخ، يبقى أمام هذه الحيوانات نحو 15 سنة من أصل متوسط عمرها المتوقّع والبالغ ثلاثين عاماً.

ويشير مارتان إيرو، أحد مؤسسي المنظمة غير الحكومية، إلى أنّ “الجهات المُتبنية” متنوّعة لكنّ عدداً كبيراً من “سكان المدن” الذين يملكون مزارع صغيرة غير منتجة يبحثون عن “رابط بالطبيعة”.

ويتولى المُتبني مسؤولية الاهتمام بالخيول التي لا يمكن تسويقها أو استغلالها، حسب قواعد المنظمة.

تاريخ ونفاق

وتضم الأوروغواي، وهي دولة صغيرة تقع بين الأرجنتين والبرازيل، 3,5 مليون نسمة فيما تحوي 500 ألف حصان، أي ما يعادل حصاناً واحداً لكل سبعة أشخاص، مما يجعلها ثاني دولة في العالم بعد منغوليا لناحية حصة الفرد من الأحصنة، على ما تذكر جمعية الأوروغواي للأطباء البيطريين المتخصصين بالخيول.

إلا أنّ الأوروغواي تفتقد مزارع تربية الخيول، ويُشكل إنتاج لحومها نشاطاً يلي استخدامها في مجالات عدة كالحقول أو الأنشطة الرياضية.

فعندما تصبح الخيول غير مُناسبة لهذه الأعمال لأسباب عدّة، يتخلّص منها أصحابها عن طريق بيعها إلى المسالخ.

لكنّ مصير الذبح الذي تلقاه الخيول قد يكون مُفاجئاً في بلد يُعد تناول لحوم الخيول فيه أمراً غبر مقبول اجتماعياً.

ويقول عالم الأنثروبولوجيا غوستافو لابورد لوكالة فرانس برس إنّ “الحصان يحظى برمزية معيّنة في ثقافتنا، كون الوطن أُقيم على ظهور الخيول، بالإضافة إلى أنّ هذه الحيوانات تساعد المواطنين في مهامهم”.

ويشير لابورد إلى “جانب من الموضوع ينطوي على نفاق كبير ويتمثّل في أنّ سكان الأوروغواي، ومع أنهم لا يبيعون لحوم الخيول ولا يستهلكونها، تنتهي معظم هذه الحيوانات في المسالخ”.

وكانت الأوروغواي عام 2020 سابع أكبر مُصدّر للحوم الخيول في العالم، حسب مرصد “ذي أوبسرفاتوري أوف إيكونومك كومبلاكسيتي” الذي يجمع بيانات عن التجارة الدولية، فيما برزت بلجيكا وروسيا وفرنسا واليابان من بين أبرز المستوردين.

وبعدما كانت الأوروغواي تذبح نحو 40 ألف حصان سنوياً بين عامي 2012 و2020، شهد هذا الرقم ارتفاعاً عام 2021 ليتجاوز الـ58 ألف حصان، أي بزيادة قدرها 61%، حسب بيانات المعهد الوطني للحوم (INAC).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.