مؤرخ فرنسي: النموذج المغربي يتأسس على النظام الملكي .. والجزائر تزور التاريخ

2023-10-08T15:58:49+00:00
2023-10-08T15:58:52+00:00
فن وثقافة
Bouasriya Abdallahمنذ 16 ثانيةwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 16 ثانية
مؤرخ فرنسي: النموذج المغربي يتأسس على النظام الملكي .. والجزائر تزور التاريخ

مشاهد بريس

أوضح المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان أن أي تناول موضوعي لتاريخ المملكة المغربية سيقود إلى حقيقة واحدة مفادها أن العمل الرهيب للآلة الاستعمارية حاول طمس حقيقة المملكة المغربية، مضيفا أن للمغرب جذورا في التاريخ، مما يجعله دولة تمتلك مقومات سلطة الاستدامة والاستمرارية وتوفر مناخا مناسبا لريادة المال والأعمال.

وأكد لوغان خلال تأطيره، الجمعة بكلية الحقوق بمراكش، للدرس الافتتاحي الذي انطلق من كتابه “تاريخ المغرب”، أن التأريخ السائد ينطلق من نظرة استعلائية كرستها نظرة المرحلة الاستعمارية الفرنسية، التي بترت أجزاء من المغرب لتوسيع “الجزائر الفرنسية” منذ 1870، أي بعد أربعين عاما من بدء الاستعمار الفرنسي في الإيالة الجزائرية التي كانت خاضعة للسلطة العثمانية.

وانطلق المؤرخ الفرنسي في عرض أطروحته من حقيقة تاريخية ثابتة تتجلى في كون الجزائر لم تكن موجودة كدولة قبل 1962 لكونها انتقلت مباشرة من الاستعمار التركي إلى الاستعمار الفرنسي، وهذا يعني أن فرنسا هي التي رسمت حدود الجزائر وألحقت مناطق مغربية بالجزائر الفرنسية، يضيف لوغان.

وأبرز أن أي معالجة في علم التاريخ يجب أن تسلط الضوء على الأحداث من الزاوية الجيوسياسية قصد المساعدة على فهم النظام المغربي وموقعه ودوره إقليميا ودوليا.

واستدل بخصوصية النموذج المغربي، الذي يتأسس على النظام الملكي الذي يضمن له الاستمرارية ودوام القرارات والمخططات الاستراتيجية، على خلاف النظام الرئاسي بالدول الأوروبية حيث يمكن للمواقف أن تتحول بـ 180 درجة عبر تغيير الحزب الحاكم وتشكيله الحكومة. وأضاف أنه “على خلاف تنكر النظام الجزائري للعديد من التعهدات بعد نيل “الاستقلال” من خلال مأسسة الأساطير عبر التزوير والكذب والتلاعب بالتاريخ لأنه نظام هش، فإن المملكة المغربية ظلت تحفظ عهودها.”

وتابع قائلا إن النظام الجزائري يعلم جيدا أنه يزور التاريخ، ولا يستطيع أن يجابه الحقائق التاريخية التي ترعبه، لذا اختار نهج عقيدة ثابتة تتمثل في علاقة العداوة مع المغرب الذي يعتبر أمة عريقة ذات تاريخ طويل، مشيرا إلى أن “الجنرال الفرنسي دو وينفين، قائد ولاية وهران، استولى في مارس 1870 على عين الشعير قرب فجيج ومنطقة واد غير بنواحي بجاية، وهي مناطق كانت مغربية لأن نائب السلطان في فجيج كان قائدا مسؤولا عن تمثيل السلطة المركزية في واحات توات.”

وأوضح لوغان خلال مداخلته أنه في 5 غشت 1890، وبموجب اتفاقية سرية، حددت فرنسا وبريطانيا مناطق نفوذهما في إفريقيا، باحتلال فرنسا مناطق مغربية في توات والقرارة وإيغلي وواد الساورة بناء على مخطط لربط غرب إفريقيا بالبحر الأبيض المتوسط بواسطة السكك الحديدية العابرة للصحراء، وابتداء من دجنبر 1899 ضمت عين صالح ومجموعة من واحات تيديكلت والغورارة، بما في ذلك منطقة تيميمون التي تم احتلالها سنة 1901، وفي يونيو 1904 استولت القوات الفرنسية على رأس العين، وفق منطوق العديد من الخرائط والاتفاقيات ورسومات الحدود، التي يوفرها الأرشيف الفرنسي الذي يحمل اسم “مسألة الحدود”.

وأبرز أن “تناول المغرب اليوم يستوجب استحضار خاصية المدة الطويلة التي تميز سلطته السياسية، مما جعله يتوجه في مجال التنمية نحو الشمال لوضع هذه المنطقة على طريق التقدم الصناعي، كما توجه نحو المناطق الصحراوية للنهوض بها، وهذه الاستمرارية والاستقرار أضحيا ضروريين لجلب الاستثمار وضمان حقوقه.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.