سعيد بوفوس/مشاهد بريس
إنها ليست العراق أو سوريا أو حتى أوكرانيا إنها ضفة واد سوس أمام حي الأمل في النفوذ الترابي لدائرة تيكوين الحضرية (أخليج) يوميا ومع حلول الظلام، تعيش ساكنة حي الأمل حالة حرب لكن من نوع آخر، السماء تمتلئ بسحب الدخان الأسود والنار تضيء مجرى الوادي بألسنتها ، وبعدها بلحظات تبدأ الروائح الميتة بالانتشار، حارمة سكان الحي والأحياء المجاورة استنشاق الهواء النقي.
هذا المشهد يتكرر يوميا سحب كثيفة تضرب عمق السماء تستطيع رؤيتها من مدينة أمسكرود لكن الغريب في الأمر أن السلطات المحلية والإقليمية بدائرة تيكوين لا تستطيع رؤيتها مع أن الساكنة سبق لها أن تقدمت بالعديد من الشكايات والتدخلات منذ سنة 2017 لكن دون جدوى في ضرب صارخ لكل الجهود التي بذلها المغرب في مجال البيئة وفي تناقض تام مع الخطابات السامية التي مافتئ يؤكد من خلالها على ضرورة الاهتمام بالبيئة والمناخ وكذالك التحديات التي أخذتها هاته البلاد منذ إحتضان قمة المناخ بمراكش cop22 .
إن الساكنة اليوم تدق ناقوس الخطر وتحمل كامل المسؤولية للسلطات الإقليمية بعمالة أكادير والسلطات المحلية بدائرة تيكوين وتوجه ندائها للسيد وزير الداخلية للتدخل العاجل.
فالصمت على هذه الجرائم لا يمكن تفسيره الا بالتواطؤ لأن تلك الحرائق أصبحت تجارة منظمة داخل مستودعات مسيجة وعلى ضفة الوادي وأصبحت عملا لمن عمل له ضاربين بعرض الحائط صحة المواطنين وسلامتهم (إن إحراق الاطارات يؤدي إلى إنبعاث الغازات السامة ما ينجم عنه زيادة فى المركبات العضوية المتطايرة بالإضافة إلى أكسيد الكربون التي تسبب الاختناق والتسمم وتزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري).
أما من الناحية الصحية فإن المواد البترولية التي تدخل في تركيب المطاط تكون سبباً كافياً في تهديد الأطفال والرضع والشيوخ بالأمراض الصدرية والحساسية، وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان وهذه الامراض –وليس من قبيل المصادفة-
منتشرة بشكل واضح بين سكان الحي والأحياء المجاورة تمزارت تمرسيط وهي من أكثر المناطق التي تشهد عمليات الحرق.
هاته الجريمة الواضحة تطالب من خلالها الساكنة المتضررة السلطات الاقليمية والمحلية بإقيلم انزكان ايت ملول لمحاربة هذه الظاهرة وظواهر أخرى التي تؤثر سلبا على البيئة والمناخ وتؤرق بال الساكنة .
للإشارة فقط لحدود كتابة هذه الأسطر الحرائق مستمرة والضباب الأسود الكثيف يخيم على أزقة الحي ودروبه.
