فن الروايس : توثيق الاماكن والاشخاص في خدمة القضايا الوطنية

2024-05-11T14:51:09+00:00
2024-05-11T14:53:59+00:00
فن وثقافة
Youssefمنذ 4 دقائقwait... مشاهدةآخر تحديث : منذ 4 دقائق
فن الروايس : توثيق الاماكن والاشخاص في خدمة القضايا الوطنية

لحسن اوبحمان

امزال الشيخ سعيد اكابل الحجاج ن سوس.
نتان ايكان التاجر س المال نس اور احتاجن يان.
اطاف الطوموبيلات اقوم ادرار اولا ازاغار.
تيندوف ار الدار البيضاء اضمن واناد اوسين.
هذه بعض ابيات مستقات من قصيدة الماكينة لعميد الفن الامازيغي السوسي المغربي الشريف الحاج بلعيد التي تغنى بها خلال نهاية الثلاثينات و بداية الاربعينيات من القرن الماضي.
وبالنظر والتامل في القصيدة بصفة عامة تعتبر وثيقة تاريخية هامة يسرد فيها الرايس الحاج بلعيد الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب خاصة قطباه التجاريين الذين لهما اثر بالغ على سوس خاصة وهما مدينتا مراكش والصويرة دون ان يغفل القطب التجاري الكبير الذي له علاقة مباشرة بالخارج وهو ميناء الدار البيضاء الدولي كما انه لم يستثي مدينة فاس التي لعبت دورا علنيا وسياسيا خلال تلك الفترة .
ومن اجل رد الجميل لم احسن التصرف و قام بخدمة المواطنين و عموم الناس في منطقة سوس خاصة لم يغفل الرايس الحاج بلعيد ان يعدد اهم الشخصيات الكبرى التي ساهمت في تطور الحركة السياحية و تنشيط حركة التنقل من خلال الشركة الوطنية للنقل المعروفة اختصارا ب c.t.m في شخصها مسيو بيلار” الذي حرص على تسيير وكالته بنفسه خدمة للمسافرين و تيسيرا لهم التنقل من منطقة الى اخرى خاصة وان المغرب يشهد عدة مناطق تختلف حسب منطقة امن وقانون ومنطقة السيبة.
كما وثق الحاج بلعيد الدور الكبير الذي قام به” الباروتي” المزود الرئيسي للشخصيات الكبرى لسوس بالسيارات الشخصية والرسمية بحيث هو المستورد الوحيد للسيارات المعتمد لدى الدولة من خلال سيارات العمال والقياد كما اتسم بوفرة المال مما يجعله لا يتفاوض حول السعر ولا يضيق على الدولة بالاداء الفوري كما قال الشاعر :” اوراتن اتحوكو غ المال”.
كما ذكر الحاج بلعيد شخصيتين هامتين من شخصيات تارودانت المدينة القديمة والزاهرة خلال القرن التاسع عشر وهما السيد الدمناتي و ناظره السداتي المتخصصان في العمران والبناء.
كما انبهر الحاج بلعيد بالتحول الكبير الذي شهده المغرب وسوس خاصة بظهور المكننة والتقنيات الحديثة التي سماها ب ” الحركات” و هي انتشار وسائل النقل بين المدن و خاصة التي تسهل على الناس اداء مناسك الحج فكفتهم عن حمل الاثقال في السفر من معونة ومؤونة و تكبد عناء الطريق مشيا على الاقدام او تكبد مشاق ومخاطر غمار البحر انطلاق من ميناء الصويرة بعد سماع النداء الرسمي من طرف السلطات الرسمية ( ملك المغرب ) او اكليد .
فخلال هاته الفترة تكفل شخصية من الشخصية الكبرى بسوس وهو السيد المدني القباج– وهو من اسرة سوسية محضة و من كبار التجار وخدام الدولة انداك وما زالت هاته الاسرة في خدمة الطبقة الفقيرة الى يومنا هذا من خلال احفاده– فقد وصف الحاج بلعيد السي المدني القباج بانه انسان مسؤول صالح حريص على خدمة الناس عامة والحجاج خاصة في كل بقاع الجنوب من مراكش و دمنات و الصويرة و سوس قاطبة ( انبداد اصلحن )
ولم ينس الحاج بلعيد السيخ سعيد امزال المنتسب الى قبيلة ايت مزال بجبال ايت باها بالاطلس الصغير بسوس باعتباره المسؤول الاول على حركة النقل التي تربط سوس و عاصمتي المملكة الاقتصادية – الدار البيضاء – و السياسية :- الرباط ومن شهادته له استقيت البيتين الاولين اعلا المقال فقد وصفه صاحب القصيدة بالتاجر الكبير المستقل برأس امواله دون ان يحتاج الى من يساعده او ينتظر دعما او مساعدة من اي كان خواص او مسؤولين بل بالعكس وضع ثروته في خدمة الدولة و خدام الدولة ؛ بل كان الحاج سعيد امزال يقوم بدور جوهري يربط بحافلاته الجبل بالسهل فكان المكلف بنقل البضائع والاشخاص عبر ربوع سوس في اتجاه الدار البيضاء عبر الطريق الوطنية المارة بالصويرة فكانت حافلاته هي الحبل الوحيد التي تنقل الاخبار عبر رسائل و تحويلات الاموال من البادية الى المدينة والعكس كذلك دون كلل او تخادل في خدمة المواطنين.
وخلال هذه القصيدة التي اعتبرتها وثيقة تاريخية تعتبر شاهدة على عصر ولى و اداء لشهادة حاصلة لابد ان نتوقف على البيت الشعري التالي :” تندوف ار الدار البيضاء اضمن واناد اوسين ” معناه ان حافلات ايت مزال كانت تجوب الطريق مستمرة من منطقة تندوف ( التي يدعي البعض الان انها لا تنتمي الى المغرب ) حتى الدار البيضاء .
فحافلات ايت مزال لها مأدونية استغلال هذا المسار المار عبر فم الحصن ( امي اكادير ) المحادي لتندوف مرورا عبر تمنارت و تغجيجت و بويزكارن الخ الى الدار البيضاء.
وهنا تكمن الاهمية السياسية لهذه الوثيقة التاريخية المسجلة والرسمية فكيف لحافلات مغربية ان تدخل منطقة ليس ضمن النفود الترابي الذي تغطيه المأذونية.
ان الحاج بلغيد يتغنى بما شهده و حضره و عاشه فالقضية الصحراوية التي عانى منها المغرب مع الجار الناكر للجميل لم تبدأ الا بعد ظهور التيار العسكري الناصري ومع بروز حركة الضباط الاحرار في مصر واستيلاء القدافي و بومدين على الحكم بقوة السلاح في كل من ليبيا والجزائر.
فتندوف ارض مغربية انطلاقا من اسمها اولا ( تين ضوف ) قياسا على (تين منصور ) و( تين الحاج مبارك ) و (تين عدي) فهي مناطق و مداشر بالسوس الاقصى ولا تمت للجزائر بايه صلة.
ولا اريد ان اعضض شهادة الحاج بلعيد بشهادات شفهية استقيتها من اناس حضروا موسم تيندوف حضروه و تاجروا بين خيامه حتى حدود 1974 وهو اخر موسم اقيم قبل اندلاع النزاع المفتعل.
ان للفن عموما والامازيغي خاصة اهدافا كثيرة يبقى هدف توثيق الاحداث والمواقع والاعتراف بنسبة الامكنة لاصحابها و ذكر الشخصيات الصالح منها والطالح لهو افضلها واكثرها اهمية لما له من الافضال على الاجيال التي لم يسمح لها الزمان بحضوره او لم تكون موجودة اصلا.

قال الشاعر : “ايت لاصل انكا اور نهجيم الين واراتن.”
نحن اهل هذه البلاد لم نعتصب ارضا ولم نهاجم احدا ولنا وثائق تثبت ذلك “

ذ. الحسن اوبحمان يوم السبت 11ماي2024

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.